لا أحد يُهيئك لمدى حبك لشخص لن تُشاركه حياتك اليومية. لا شيء يُهيئك للحظة التي تُدرك فيها أن هذا الشعور لا يكفي. وأن الحياة ليست دائمًا في صفك. وأن القدر، إن وُجد أصلًا، يكون أحيانًا صامتًا.
تُحب شخصًا ما، لكنه لا يعلم بذلك أو لا يُبادلك الحب. فيصبح الحب شيئًا تحمله في داخلك - كالنار التي تحترق بهدوء، بلا لهب. إنه حقيقي، حاضر، حي. لكن في الوقت نفسه، لا يُمسّ. ربما يكون الشخص في مدينة أخرى، ربما في حياة أخرى، ربما بين أحضان شخص آخر. لكن رغم كل شيء، هو موجود، في داخلك.
حقيقة لا تستسلم
ما يؤلمني أكثر هو أن لا يوجد أحد نلومه. لا يوجد شجار كبير، ولا خيانة، ولا نهاية. مجرد جدار. ثابت، بارد، بلا تفسير. قد يكون هناك ألف سبب - الوقت، الظروف، المسافة، الالتزامات، الخوف.
وهذا تحديدًا هو أصعب شيء عندما تحب شخصًا ولا يبادلك نفس الشعور - لأن الحب لا يزال يتنفس، لكن ليس له جسد. إنه صعب لأن العقل يعلم أن ذلك مستحيلولكن القلب يستمر بالانتظار
الحب الذي لا يحصل على فرصة
وهذا ليس حبا أقل قيمة. هذا ليس "تقريبا". إنه ليس "لا شيء". إنه ممتلئ. نقي. مُغلق فحسب. وأنتَ، من تحمله، لستَ ضعيفًا. بل على العكس تمامًا. إن حمل الحب، مع علمك بأنه لن يتحقق، يتطلب قوةً هائلة. هذا هو النضج - وليس اليأس.
في بعض الأحيان سوف يأكلك الصمتثانيًا، سؤال "ماذا لو". وأحيانًا تجد نفسك في لحظات تُقدم فيها كل شيء من أجل لمسة واحدة، أو محادثة واحدة، أو يوم واحد لا ينتهي برغبة لم تُحقق. لكن هذه اللحظات نفسها تُثبت أنك حي. أنك... قادر على الشعور حتى النهاية - بدون ضمانات، بدون توقعات.
ماذا الآن؟
ليس الأمر متعلقًا بالنسيان، ولا بالمضي قدمًا وكأن شيئًا لم يكن، بل بإدراك قدرتك على الحب، حتى لو لم يبادلك الحب. ومازلت تتنفس. وهذا دليل على أنك مستعد للمزيد.
ربما ليس معه. ليس معها. ربما لن تكون معه أبدًا. ليس معها أبدًا. لكن مع شخص ما، يومًا ما. لكن - أولًا مع نفسك.