هل تعلم أنك تستخدم التكنولوجيا بشكل يومي - نظام تثبيت السرعة الذي صممه مهندس كفيف؟
نظام تثبيت السرعة، وهو الجهاز الذي يجعل من الممكن الحفاظ على سرعة ثابتة دون استخدام الغاز من بنات أفكار رالف تيتور. تُظهر لنا قصته المذهلة كيف يمكن للمثابرة والابتكار التغلب على جميع العقبات.
كيف غير نظام التحكم في السرعة قيادة السيارات؟
في صناعة السيارات، هناك ابتكارات تكنولوجية مستمرة تزيد من سلامة وراحة القيادة. ومن بينها، يبرز نظام تثبيت السرعة، وهو نظام يسمح للسائقين بضبط سرعة معينة والحفاظ عليها دون الضغط باستمرار على دواسة الوقود. تعتبر هذه الميزة مفيدة بشكل خاص في الرحلات الطويلة على الطرق السريعة حيث تظل السرعة ثابتة.
لماذا أصبح التحكم في السرعة أمرًا لا غنى عنه؟
يسمح نظام تثبيت السرعة للسائقين بتجنب السرعة مع تقليل إجهاد الساق واستهلاك الوقود. وفقًا للمصنعين، فإن استخدام مثبت السرعة يمكن أن يقلل من استهلاك الوقود بنسبة 7 إلى 14 بالمائة.
لكن قلة من الناس يعرفون أنه كذلك مخترع هذا النظام كان مهندسا أعمى اسمه رالف تيتور، ولد عام 1890 في الولايات المتحدة الأمريكية.
رالف تيتور لم يولد أعمى. أصيب بالعمى إثر تعرضه لحادث في طفولته ومرض لاحق أدى إلى فقدان البصر بالكامل. وعلى الرغم من إعاقته، فقد أظهر موهبة لا تصدق في الهندسة في سن مبكرة. وعلى الرغم من الرفض الكثير بسبب إصابته بالعمى، تمكن من التخرج من جامعة بنسلفانيا بدرجة في الهندسة الميكانيكية.
إنشاء نظام التحكم في السرعة
جاءت الفكرة أثناء القيادة مع محامي الأسرة الذي كان يغير السرعة باستمرار أثناء القيادة. لقد أزعجته هذه التقلبات المستمرة لدرجة أنه بدأ يفكر في حل.
وبعد عقد من البحث، ابتكر "Speedostat"، وهو جهاز يسمح للسيارة بالحفاظ على سرعة ثابتة. حصل على براءة اختراع لهذا الجهاز في عام 1950.
استخدمت النماذج الأولية للتحكم في السرعة صمامًا مفرغًامما يمنع الضغط الإضافي على الغاز. لم يكن هذا النظام مثاليًا لأنه لم يتمكن من الحفاظ على السرعة على التلال. قام Teetor بحل هذه المشكلة عن طريق إضافة محرك كهرومغناطيسي يتم إلغاء تنشيطه عند الضغط على الفرامل.
كانت كرايسلر أول شركة مصنعة للسيارات، الذي أدرك فوائد اختراعه، وفي عام 1958 أدرج نظام تثبيت السرعة كخيار في موديلاته الفاخرة. كان في الستينات المحركات العامة اتبعت هذا المثال وقمت بتثبيت نظام تثبيت السرعة في جميع طرازات كاديلاك، مما أعطى الجهاز اسم "نظام تثبيت السرعة".
مع اختراعه، اتخذ رالف تيتور خطوة كبيرة نحو قيادة الأتمتة
ورغم إصابته بالعمى، إلا أن ابتكاره أصبح معياراً في السيارات الحديثة. تذكرنا قصته أنه على الرغم من أكبر العقبات، يمكننا تحقيق أشياء عظيمة إذا كان لدينا ما يكفي من المثابرة والإبداع.
يعد نظام تثبيت السرعة جزءًا لا غنى عنه في السيارات اليوم، حيث يمكّن السائقين من القيادة بشكل أكثر راحة واقتصادية.