بالنسبة للكثيرين، تُعدّ قهوة الصباح طقسًا لا يُطاق يومهم بدونه. إنها أول ما يُدفئنا ويُوقظنا، ولنكن صريحين، تُضفي على الحياة طابعًا مُريحًا ولو لبضع دقائق. في عالمٍ تُحدد فيه الجداول الزمنية والشاشات والإرهاق وتيرة الحياة، يبدو الكافيين وصفةً سحريةً للبقاء. ولكن على الرغم من السحر الذي يُخفيه هذا السائل البني، فإن معظم الناس يُسيءون استخدام القهوة، ويفعلون ذلك يوميًا. كيف تُسرّع القهوة عملية الأيض!
هل القهوة تُسرّع عملية الأيض؟ إنها حقيقة. مادة الكافيين إنها ليست عادة بريئة. إذا استُخدمت في الوقت الخطأ، أو بكمية غير مناسبة، أو دون فهم أساسي لتأثيراتها على الجسم، فقد تُصبح بسرعة مُعطِّلاً صامتاً لإيقاعنا: إذ تؤثر على النوم، وتُسرّع استجابات التوتر، وتُنهك الغدد الكظرية. في هذه المقالة، نكشف عن: كيف يعمل الكافيين؟, لماذا يمكن أن يخرّبنا؟ و- الأهم من ذلك- كيف يمكننا استخدامه بحكمة أكبرلأن القهوة ليست المشكلة، المشكلة أننا نشربها بطريقة خاطئة.
كيف يعمل الكافيين فعليا على الجسم؟
كيف تُسرّع القهوة عملية الأيض؟ يُعدّ الكافيين من أقوى المنشطات النفسية الطبيعية، فمفعوله سريع وواضح. بمجرد دخوله الجسم، يُغلق مستقبلات... الأدينوزين، وهي مادة كيميائية تسبب النعاس. ونتيجة لذلك، يزداد نشاط الجهاز العصبي، ترتفع مستويات الدوبامين والأدرينالينونشعر بمزيد من اليقظة والتركيز - وكما يقول مسوقو مشروبات الطاقة - مستعد تمامًا للعمل.
ومع ذلك، من المهم فهم السياق. يستيقظ جسمنا تلقائيًا كل صباح بمستويات مرتفعة من الكورتيزول، وهو هرمون توتر له تأثير "إيقاظ" مشابه للكافيين. إذا أضفنا القهوة في هذا الوقت، فلن نحصل على قوى خارقة، ولكن نحن نحمل النظام أكثر من طاقته - مما يؤدي إلى إرهاق ما بعد الظهر، وتوتر عصبي، وتوتر مزمن. هذا ليس طاقة، بل توتر مُقنع.
هل تساعد القهوة على تسريع عملية التمثيل الغذائي إذا عرفنا متى وكيف نشربها (أو لا نشربها)؟
أكبر خطأ يرتكبه معظم الناس هو الاستمتاع بالقهوة لأول مرة. مباشرة بعد الاستيقاظهذا هو الوقت الذي يرتفع فيه مستوى الكورتيزول بشكل طبيعي، لذا فإن إضافة الكافيين يعني أن الجسم غير مستيقظ – متوترالاستراتيجية الصحيحة هي الانتظار على الأقل حتى يتم تحضير الكوب الأول 90 دقيقة بعد الاستيقاظعندما تبدأ مستويات الكورتيزول الطبيعية في الهدوء ويمكن للكافيين أن يبدأ في العمل دون تحفيز مفرط.
اللحظة الرئيسية الثانية هي طعاملا تشرب القهوة على معدة فارغة. فبالإضافة إلى كونه حمضيًا ومهيجًا للجهاز الهضمي، يزيد الكافيين أيضًا من إفراز الكورتيزول عند ندرة الطعام. وهذا قد يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد. عدم التوازن الهرمونيمشاكل هضمية وإرهاق مزمن. ابدأ بوجبة الإفطار، ثم تناول القهوة.
ثم هناك الماء. الكافيين هو مدر للبول خفيفمما يعني أنه يُسرّع عملية إخراج السوائل من الجسم. ولأننا نستيقظ صباحًا ونحن نعاني من جفاف خفيف، فإن الجمع بين القهوة وإهمال الترطيب يُؤدي إلى جفاف الفم، وضبابية الذهن، وضعف التركيز. تناول كوبًا من الماء لكل كوب من القهوة - جسدك سوف يشكرك.
قهوة بعد الظهر؟ لا، شكرًا.
على الرغم من أن تناول القهوة بعد الظهر مع قطعة بسكويت يبدو وكأنه اللحظة المثالية للراحة، إلا أنه في الواقع غالبًا ما يكون عدو نومكيبقى الكافيين في جسمك لمدة 6-8 ساعاتمما يعني أن تناول القهوة في الساعة الثالثة عصرًا يؤثر على نومك في الساعة الحادية عشرة مساءً. والنتيجة؟ قلة النوم، وزيادة التعب في اليوم التالي، وماذا أيضًا؟ الحاجة إلى المزيد من القهوة. إنها حلقة مفرغة لا تؤدي إلا إلى النعاس المزمن مع ارتفاع معدل ضربات القلب.
الاختراق البيولوجي للمبتدئين: مزيج مع L-theanine
إذا كنت تريد أن تجني التأثيرات الإيجابية للكافيين دون التعرض للتوتر، فهناك حل: ل-ثيانينهو حمض أميني موجود طبيعيًا في الشاي الأخضر، وهو معروف بخصائصه يزيد من موجات GABA وألفا في الدماغ - وهذا يعني أن يهدئ العقل دون تأثير مهدئمع الكافيين، يمنحك طاقة مركزة دون قلق أو توتر أو توتر داخلي. ما هي الجرعة الموصى بها؟ 100-200 ملغ من L-theanine لكل كوب من القهوة.
ما هي كمية القهوة الكافية وما هي الكمية الزائدة؟
صحيح أن القهوة تعمل على تسريع عملية التمثيل الغذائي، لكن الخبراء يحذرون من ذلك يجب ألا يتجاوز تناول الكافيين اليومي 300 ملغفي الحالة المثالية، نحتاج إلى حوالي ٢٠٠ ملغ، أي ما يعادل كوبين قويين يوميًا. الاستهلاك المفرط يؤدي إلى قلة النوم، زيادة القلق، إرهاق الغدة الكظرية وفي الحالات القصوى حتى مشاكل القلب والأوعية الدمويةومن المهم أيضًا أن يكون الكافيين نحن نركب الدراجات - لا نشربه كل يوم. إذا بدا لك هذا كفرًا، فعلى الأقل خذ استراحة في عطلات نهاية الأسبوع أو تناوله. قهوة منزوعة الكافيين.
القهوة دواء؟ نعم، ولكن في ظل ظروف معينة
قهوة لا يعتبر مجرد منبه - تشير الدراسات إلى أن تناول 2-3 أكواب من القهوة يوميًا بانتظام يقلل من خطر الإصابة السكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب - لمدة تصل إلى 48 %يبدو وكأنه غذاء خارق؟ أنت محق. ولكن فقط إذا تعاملنا معه بحكمة. وكما هو الحال مع أي دواء، المفتاح هنا هو: الجرعة والوقت والسياق.
النتيجة: القهوة تعزز عملية التمثيل الغذائي
الكافيين ليس شرًا يُدمر صحتك، ولكنه قد يكون رفيقًا لا يُتوقع تأثره إذا استهترت به. القهوة تُسرّع عملية الأيض، يمكن أن يكون حليفًا لطاقتك وتركيزك وصحتك على المدى الطويل، ولكن فقط إذا أوليته الاحترام الذي يستحقه. لذا: ليس فور الاستيقاظ، ولا على معدة فارغة، ودائمًا مع كوب من الماء، وإن أمكن، قليل من إل-ثيانين.
وتذكروا: ليس من العيب شرب القهوة، بل من العيب شربها بتهور.