في المرة الأولى التي آذيتني فيها، بقيت. لماذا نستمر حيث نتأذى مرارًا وتكرارًا؟
الجواب يكمن في الخوف. الخوف من الفراغ، الخوف من المجهول، الخوف من فقدان ما كان جميلاً في السابق. لكن أليست خسارة حقيقية أن ننسى مدى أهميتنا بالنسبة لأنفسنا؟
الجميع يستحق الحب الذي يرفعه إلى الأعلى، وليس الحب الذي يلتهمه من الداخل. لكننا في كثير من الأحيان نسمح لخوفنا من المجهول أن يبقينا في علاقات تدمرنا.
فبدلاً من اختيار الحرية، نختار الألفة. بدل الرحيل نبقى. لماذا؟
لأننا نؤمن أن الأمل أقوى من الواقع.
عندما آذيتني في المرة الأولى، كان يجب أن أفهم ذلك الحب لا يعني المعاناة. وبدلاً من أن أثق بمشاعري، صدقت وعودك الفارغة. اعتقدت أنك ستتغير، وأن هذا الألم سيكون مجرد تجربة علينا أن نتحملها. لكن كل محاكمة كانت مجرد جرح جديد.
في لحظات خيبة الأمل، قلت لنفسي إن عليّ المثابرة. هذا الحب يستحق القتال من أجله. لم أرى الحقيقة - أنه ليس أنا من احتاجه، بل أنت. يجب أن تثبت أنني مهم بالنسبة لك. وبدلاً من ذلك، حملت ثقل العلاقة على كتفي.
عندما جرحتني للمرة الثانية
يجب أن تتعرف على النمط. والوعود دون فعل كانت مجرد كلمات يتردد صداها في الفراغ. ولكن مع ذلك، أصررت. لم أكن أريد أن أصدق أن شخصًا أثق به يمكن أن يأخذ الحق في إيذائي.
أقنعت نفسي أن الحب سيكون أقوى من لامبالاتك. نسيت أن الحب ليس منافسة في الصبر. الحب يجب أن يكون متبادلاً، مليئاً بالاحترام والتفاهم، وليس الألم الذي نبرره باللحظات الجميلة.
وبدلاً من حماية نفسي، أصررت. كنت خائفًا من الاعتراف بأنني أفقد نفسي. لقد عزيت نفسي بفكرة أن هذا كان جزءًا من العلاقة. لكن هذه لم تكن الحقيقة، لقد كانت خدعة سمحت بها.
عندما آذيتني للمرة الثالثة، علمت أنني أصبحت أسيرًا لمخاوفي
كنت خائفًا من التحدث، أو وضع الحدود، أو القول كفى. وبدلاً من ذلك، سمحت لك مرة أخرى بتجاوز الخط الذي كان ينبغي تحديده منذ وقت طويل. كان الصمت الذي حافظت عليه أعلى من أي صرخة كنت أحملها في داخلي.
لقد أصبحت لمستك التي ربطتها بالأمان ذات يوم بارد وقاس. الكلمات التي استخدمتها لإقناعي بأنك تهتم أصبحت مجرد صدى لأفعالك - فارغة وكاذبة وغير صادقة. كانت تلك هي المرة الأولى التي سمحت فيها لنفسي أن أنظر إلى نفسي حقًا.
من أصبحت؟ ولماذا سمحت بذلك؟
وكان الجواب بسيطا: لأنني كنت ضائعا. بسببك بدأت أشك في نفسي وفي قيمتي وما أستحقه. لكن ما كنت أبحث عنه فيك - الدعم والحب والاحترام - كان علي أن أجده في نفسي.
لماذا لم أغادر عاجلاً؟ لأنني كذبت على نفسي. لقد كذبت على نفسي بأنك ستتغير، وأنك ستفي بوعودك ولو لمرة واحدة. لقد كذبت على نفسي بأن الحب يمكن أن يصلحك. لكن الحب ليس أداة لإصلاح شخص لا يريده في المقام الأول. يجب أن يكون الحب مكانًا للنمو، وليس ساحة معركة نتسبب فيها بالجراح.
أقنعت نفسي أن تلك اللحظات النادرة من الحنان كانت كافية لتبرير كل الألم. أن كلمات اعترافك وتوبةك العرضية يمكن أن تشفيني. لكنهم لم يفعلوا ذلك. لقد كانت مجرد ضمادة للجروح التي تنفتح مرارًا وتكرارًا.
أدركت أنني لن أغيرك أبدًا، لكن يمكنني تغيير نفسي. أنني أستحق أن أعيش حياة خالية من الألم وخيبة الأمل المستمرة. أن الحب الذي يأكلك ليس حبًا، بل هو فخ من صنعك.
أغادر. لأول مرة منذ فترة طويلة شعرت أنني على قيد الحياة
الدموع التي سالت على وجهي لم تكن دموع الهزيمة، بل دموع التطهير.
لم يكن الرحيل سهلا. لقد كان هادئًا وثقيلًا، لكن كانت هناك حاجة إليه. عندما أغلقت الباب خلفي، سمعت قلبي الذي كان متعبًا ولكن حرًا. بدأت أفهم ببطء أنني الشخص الذي يمكنه ضبط الأمور الحدود. أنا من يستطيع أن يقرر من يستطيع أن يدخل حياتي ومن لا يستطيع.