fbpx

هل تستيقظ غالبًا بين الثانية والثالثة صباحًا؟ ليس من قبيل الصدفة أن جسمك يُنذرك بأمر خطير.

أسباب فسيولوجية ونفسية مهمة تؤثر على صحتك العامة.

الصورة: جانجا بريجاتيلج / AI Art

إذا وجدت نفسك تستيقظ في نفس الوقت ليلةً بعد ليلة - بين الثانية والثالثة صباحًا - فهذا ليس مجرد اضطراب مزعج يُعيق نومك، بل قد يكون علامةً جسديةً على وجود خللٍ ما في جسمك. النوم من أهم الوظائف الفسيولوجية، إذ يُصلح الجسم من خلاله الأنسجة، ويُنظم الهرمونات، ويُعالج المُحفزات العاطفية. عندما تُعطل هذه العملية الطبيعية دوريًا، وخاصةً في نفس الوقت، غالبًا ما يكون الأمر أكثر من مجرد "نومٍ سيء" أو يومٍ مُرهق.

غالبًا ما تشير الاستيقاظات الليلية خلال هذه النافذة الزمنية المحددة إلى اختلال التوازن الهرموني، أو خلل في الغدة الكظرية، أو مشاكل أيضية، أو تنشيط مزمن للجهاز العصبي الودي - ما يُسمى باستجابة "القتال أو الهروب". مع أن الأمر يبدو تقنيًا، إلا أن هذه عواقب يومية للإرهاق، أو قلة التمارين الرياضية، أو النظام الغذائي غير الصحي، أو فرط تحفيز الدماغ مساءً. ونعم، حتى الهاتف في السرير يُسبب مشاكل.

ماذا يحدث في الجسم بين الساعة 2 و 3 صباحًا؟

بين الساعة الثانية والثالثة صباحًا، تنتقل أجسامنا من النوم العميق إلى مرحلة نوم أخف. خلال هذه الفترة، يُقال إننا في ما يُسمى بالمرحلة الباراسمبثاوية - وهي مرحلة تجديد، حيث يتباطأ معدل ضربات القلب، وينخفض ضغط الدم، وتسترخي العضلات، وتبدأ الهرمونات في التنظيم. ومع ذلك، إذا استيقظ الجسم خلال هذه الفترة، فعادةً ما يكون ذلك استجابةً لاضطراب داخلي - غالبًا لارتفاع مستويات هرمونات التوتر، وخاصةً الكورتيزول.

الصورة: إنفاتو

من المفترض أن يكون مستوى الكورتيزول منخفضًا ليلًا، إذ تُشير مستوياته المرتفعة إلى أن الجسم قد حان وقت النشاط. عندما يرتفع مستوى الكورتيزول في الوقت غير المناسب - على سبيل المثال، بسبب التوتر المزمن، أو الإرهاق، أو الاضطراب العاطفي، أو مشاكل التمثيل الغذائي - فإنه يُنشّط الجهاز العصبي، ويؤدي إلى الأرق. وليس هذا فحسب، بل غالبًا ما يكون مصحوبًا بخفقان القلب، والأرق، وجفاف الفم، أو حتى الشعور بالقلق دون سبب واضح.

الأسباب المحتملة للاستيقاظ ليلاً: من الهرمونات إلى نمط الحياة

عادةً ما يكون سبب الاستيقاظ المتكرر ليلًا في نفس الوقت عدة عوامل مترابطة. من أكثرها شيوعًا:

    • عدم التوازن الهرموني:إن المستويات غير المستقرة من الكورتيزول أو الأنسولين أو الميلاتونين تؤثر على الإيقاعات البيولوجية وتمنع الانتقال الطبيعي بين دورات النوم.
    • خلل في الغدة الكظرية:إذا كانت الغدد الكظرية تحت ضغط مستمر (بسبب الإجهاد، أو سوء التغذية، أو قلة النوم)، فإن إفراز الكورتيزول يتعطل، مما يسبب الاستيقاظ في الليل.
    • خلل التنظيم العصبي النباتي:يؤدي التوتر المزمن في الجهاز العصبي إلى بقاء الجسم في حالة تأهب حتى في الليل - بدلاً من الهدوء.
    • مشاكل الكبد والجهاز الهضميفي الطب التقليدي، هذه هي الفترة التي يُزيل فيها الكبد سموم الجسم. إذا كان الكبد تحت ضغط (بسبب الكحول أو الأطعمة الدهنية أو الأدوية)، فقد يُسبب ذلك استيقاظًا.
    • الضغوط النفسية:غالبًا ما تندلع المخاوف غير المعالجة، أو القلق، أو التوتر اللاواعي عندما "يفترض أن يتوقف الدماغ عن العمل".

ماذا يحدث إذا تجاهلنا هذا؟

قد لا يبدو الاستيقاظ في منتصف الليل دون سبب واضح أمرًا خطيرًا في البداية. ولكن إذا أصبح عادة شائعة، فقد تكون عواقبه طويلة الأمد وتؤثر على جميع جوانب صحتك:

    • التعب المزمن، والتي لا تذهب حتى بعد نوم طويل.
    • انخفاض الأداء الإدراكي - ضعف التركيز والذاكرة، وزيادة الأخطاء في العمل.
    • عدم الاستقرار الهرموني، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الوزن، أو تقلبات المزاج، أو الدورة الشهرية، أو الرغبة الجنسية.
    • زيادة خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب.
    • اضطرابات الجهاز المناعي - الجسم الذي لا يتجدد بشكل كافٍ يكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
الصورة: إنفاتو

كيفية استعادة الهدوء الليلي؟

والخبر السار هو أنه مع بعض التعديلات على نمط حياتك، يمكنك تحسين جودة نومك بشكل كبير - دون الحاجة إلى تناول حبوب أو تدخلات جذرية.

إنشاء روتين للنوم

نم واستيقظ في نفس الوقت يوميًا، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. جسمك يحب الروتين.

تقليل التعرض للضوء في المساء

أطفئ الأضواء الساطعة والشاشات قبل النوم بساعة على الأقل. الضوء الأزرق المنبعث من هاتفك أو حاسوبك يُثبط إفراز الميلاتونين، هرمون النوم.

الحد من تناول المنشطات

الكافيين بعد الساعة الثانية ظهرًا، والكحول مساءً، والوجبات الدسمة قبل النوم، كلها عوامل تؤدي إلى نوم مضطرب. وجبة خفيفة، وشاي دافئ، وأمسية هادئة هي حليفك الجديد.

تهدئة الجهاز العصبي قبل النوم

التنفس العميق، والتأمل، واليوغا، أو حتى الصمت قبل النوم هي تقنيات تعمل على تقليل نشاط الجهاز العصبي الودي.

النشاط البدني خلال النهار

ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام تُساعد على تنظيم الهرمونات، وتُخفف التوتر، وتُعزز النوم العميق. لستَ مُضطرًا للركض في ماراثون، فحتى المشي لمدة 30 دقيقة يُحدث فرقًا.

متى يحين الوقت لزيارة الطبيب المختص؟

إذا كنت تستيقظ ليلاً لأكثر من ثلاثة أسابيع مصحوبًا بشعور بالإرهاق أو خفقان القلب أو القلق، يُنصح بزيارة طبيب أو أخصائي نوم. قد تكون الأسباب أعمق وتتطلب علاجًا مُحددًا، بدءًا من الفحوصات المخبرية وصولًا إلى التحاليل الهرمونية أو الدعم النفسي.

استمع إلى ما يهمس به جسدك لك في الساعة الثانية صباحًا

خاصة بك ينام النوم ليس مجرد راحة ليلية، بل هو أساس استقرارك اليومي وصحتك ورفاهيتك. إذا أيقظك جسمك في تمام الساعة الثانية صباحًا، فليس ذلك بسبب الملل. أنصت إليه. قد يكون إشارة صامتة، لكنها مهمة، إلى أن الوقت قد حان للتغيير - في نظامك الغذائي، أو وتيرة حياتك، أو أنماط نومك، أو فهمك للتوتر. لا تنتظر أن يبدأ جسمك بتحذيرك بصوت أعلى.

معكم منذ 2004

من سنة 2004 نحن نبحث في الاتجاهات الحضرية ونبلغ مجتمع المتابعين لدينا يوميًا بأحدث ما في نمط الحياة والسفر والأناقة والمنتجات التي تلهم بشغف. اعتبارًا من عام 2023 ، نقدم محتوى باللغات العالمية الرئيسية.