تستيقظ صباحًا، تفكر في العالم، في معنى الحياة، ثم... يخبرك إنستغرام أنك لست إنسانًا كاملًا بدون كوب من الماء الفاتر فور استيقاظك. يبدو الأمر بسيطًا، بل ساحرًا تقريبًا - وكأن هذه الطقوس تُنشّط محاربك الروحي، وتُنقّي جسمك، وتُنشّط عملية الأيض لديك، وتُنعّم بشرتك تمامًا. هل الماء مُنقذٌ صباحيٌّ مُعجز؟ حسنًا، لو كان الأمر بهذه السهولة، لكنّا جميعًا خالدين. نُفنّد الخرافة: هل من الضروري حقًا شرب كوب من الماء أول شيء في الصباح؟
هل من الضروري حقًا شرب كوب من الماء أول شيء في الصباح؟ يشرب الماء لا شك أن هذه العادات من أهم العادات الأساسية للصحة. ولكن وقتأصبح شرب الماء صباحًا هوسًا حقيقيًا. هل هناك حقًا ما يميز شرب الماء صباحًا، أم أنه مجرد خرافة ضمن سيل الصيحات "الصحية"؟ سنلقي نظرة على ما يقوله العلم، والحقائق، والرغبات، وأين تكمن قوة العلاج الوهمي.
لماذا الماء مهم حقا؟
الماء ليس منعشًا فحسب، بل هو أيضًا الوقود الأساسي لجسمنا. يتكون حوالي 60% من جسم الإنسان من الماء، وهو لا يُستخدم فقط لسقي الأزهار داخل أجسامنا، بل له وظائف مهمة: ينقل الأكسجين والمواد المغذية, ينظم درجة حرارة الجسم, يحمي الأعضاء الداخلية, يعتني بالمفاصل المتحركة و يغسل المواد النفاياتعندما لا نشرب كمية كافية من الماء، يبدأ الجسم بالاحتجاج على الفور - بالتعب، والارتباك، وجفاف الفم، والصداع، وفي الحالات الأكثر تطرفًا، مضاعفات صحية خطيرة.
لهذا السبب كل كأس مهم. لكن يبقى السؤال: هل كوب الصباح أفضل حقا من كوب الساعة 2:33 ظهرا؟
ماذا يقول العلم: هل من الضروري حقًا شرب كوب من الماء أول شيء في الصباح؟
فكرة أن الماء "ينشط الجسم" في الصباح الباكر تبدو منطقية تمامًا - فنحن لا نشرب ليلًا، لذا نشعر بجفاف خفيف في الصباح. لكن من الناحية العلمية، الحقيقة الأساسية هي: يحتاج الجسم إلى الماء طوال اليوم.ليس فقط عند رنين المنبه. صحيح أن رشفة ماء في الصباح بداية جيدة، لكنها ليست سائلاً مقدساً يتحول إلى إكسير الحياة في السابعة صباحاً.
وتؤكد بعض الدراسات أن الجسم الرطب أكثر تركيزا، نعم تعمل البشرة بشكل أفضل ونعم الهضم أسهللكن هذا لا يرتبط بالوقت من اليوم، بل بمستوى ترطيبك العام. باختصار: سواء شربت الماء الساعة 9:00 أو 11:30، سيكون جسمك ممتنًا في كلتا الحالتين.
لذلك: ماء الصباح رائع. ليس لسحره، بل لأنه عادة جيدة.مثل ترتيب السرير أو عدم الكتابة على الهاتف أثناء الجلوس في المرحاض.
ماذا عن "طقوس الماء اليابانية"؟
إذا كنت قد سمعت من قبل العلاج بالماء اليابانيإنه نظام صارم إلى حد ما: تشرب من 4 إلى 5 أكواب من الماء الفاتر صباحًا على معدة فارغة، ثم تمتنع عن الأكل لمدة 45 دقيقة على الأقل. خلال اليوم، تلتزم بفترات زمنية محددة لتناول الطعام والشراب.
يزعم المؤيدون أن هذه الممارسة تشفي كل شيء، من الإمساك إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري وحتى السرطان. لكن المجتمع العلمي متشكك بعض الشيء في هذه الادعاءات. حاليًا لا يوجد بحث موثوق، مما يؤكد هذه الادعاءات. نعم، زيادة الترطيب و جدول غذائي منظم قد تكون مفيدة للهضم وفقدان الوزن، ولكن آثارها العلاجية؟ ربما تكون خرافة أكثر منها دواء.
فضلاً عن ذلك - الإفراط في استخدام الماء قد يكون ضارًاالإفراط في شرب الماء خلال فترة قصيرة قد يؤدي إلى التسمم المائي، وهي حالة خطيرة. نعم، يمكنك الإفراط في شرب الماء. أحيانًا، قد يكون الهوس بالصحة بعيدًا كل البعد عن الصحة.
الماء قبل الأكل = خسارة الوزن؟
إليكم بعض البيانات الملموسة. تؤكد بعض الدراسات أن شرب الماء قبل تناول الطعام يزيد من الشعور بالشبع ويمكن يقلل من تناول السعرات الحراريةلأنه ببساطة "يُغلقنا" مبكرًا. كما أن الماء يُحفزنا قليلًا التوليد الحراري، وهي العملية التي يستخدم فيها الجسم الطاقة لتسخين السوائل التي يتناولها.
ولكن لا تخطئ - إذا كافأت نفسك بفطيرة شوكولاتة ثلاثية بعد كوب من الماء، فإن تأثير فقدان الوزن سيكون رمزيًا للغاية.
حتى التخطيط الدقيق للغاية - سواء شرب الماء قبل أو أثناء أو بعد الوجبة - ليس له تأثير خطير. الاعتدال والاتساق هما المفتاح، وليس الدقة الجراحية للجدول الزمني للشرب.
وتلك الأساطير الأبدية...
لا يسعنا إلا أن نتساءل - الإنترنت يعشق حكاياته الخيالية. والترطيب ضيف دائم.
-
- "الماء في الصباح ينظف السموم."
يبدو لطيفًا. لكن، تنبيه المفسد: كليتيك تقومان بتنظيف السموم باستمرار، ليس فقط في الصباح. - "شرب الماء في الصباح يساعد على تسريع عملية التمثيل الغذائي."
نعم، الماء مهم لعملية التمثيل الغذائي، ولكن لا، الساعة لا تفتح أي ميزات سرية عملية التمثيل الغذائي لديك. - "مزيد من الماء = بشرة أفضل."
ربما. ولكن إذا كان نظامك الغذائي يعتمد على الأطعمة المصنعة والنوم أقل من أربع ساعات، فلن يكفيك حتى لتر واحد من مياه إيفيان.
- "الماء في الصباح ينظف السموم."
إذن ما هي كمية الماء الكافية؟
يقول المثل: "٨×٨" - ثمانية أكواب يوميًا (بحجم أونصتين). لكن في الواقع... هذه نصيحة عامة جدًا. تختلف احتياجات الماء باختلاف:
- عمر
- جنس
- النشاط البدني
- الظروف المناخية
- الحالة الصحية
ما هي الطريقة الأفضل؟ استمع إلى جسدك. إذا كنت عطشانًا، فاشرب. إذا كنت جافًا طوال اليوم، فجسمك يخبرك بذلك بالتأكيد. ونعم، إذا تحول بولك إلى شيء يمكنك بيعه على قماش بسعر خريف، فقد حان وقت شرب كوب من الماء.
الخلاصة: الترطيب فن وليس دينًا
في نهاية اليوم هو يشرب الماء في الصباح عادة جيدة وبسيطة - لكنه ليس علاجًا سحريًا. الصحة لا تبدأ (ولا تنتهي) بكوب ماء في السابعة صباحًا. لكن الترطيب المنتظم طوال اليوم؟ هنا يكمن التأثير الحقيقي. هضم أفضل، طاقة أكبر، تركيز أفضل، ونعم، بشرة أفضل، إذا كنت محظوظًا ولديك جينات جيدة.
لذا: لا تجعل من الماء طقسًا دينيًالكن اشربها بانتظام، وبكمية كافية، ولا تقلق إذا فاتك شربها صباحًا، فالقهوة تحتوي أيضًا على بعض الماء. هذا صحيح.