لماذا لا تجلب بعض العلاقات السلام، بل التوتر الدائم؟ لماذا يجعلك بعض الأشخاص تشك في نفسك بدلاً من الشعور بالأمان؟ ولماذا غالباً ما يعرف القلب الحقيقة قبل أن يتقبلها العقل؟
أسوأ روابط نادراً ما تبدأ الأمور بشكل سيئ، إذ غالباً ما تأتي متخفية في صورة اهتمام ووعود وشعور بالتميز. في البداية، توحي بالتقارب، ولكن تحت السطح... بدأت تظهر الشقوق ببطءوالتي يسهل تجاهلها.
يبدأ الشريك بتبرير انزعاجه. فبدلاً من طرح أسئلة حول العلاقة، يبدأ بطرح أسئلة حول نفسه. وهذا يخلق بيئة لا تُشفى فيها العلاقة، بل تُستنزف.
1. لا ترتبط أبدًا بشخص يخفي عنك الحقيقة
يؤدي عدم الإخلاص في العلاقة إلى تآكل الشعور بالأمان تدريجياً، إذ لا يعرف الشخص أبداً ما إذا كان يسمع الحقيقة كاملة أم جزءاً منها فقط. عندما تنتهي المحادثات دون وضوح إجابات، يبدأ بالتراكم في الداخل اضطرابات، وهو ما لا يختفي حتى في الصمت.
يبدأ الشخص بتحليل الكلمات والنبرات والسلوك بدلاً من الشعور بالهدوء. هذه الحالة تستنزف الكثير من الطاقة العاطفية التي ينبغي توجيهها نحو التقارب لا الشك. فالعلاقة المبنية على التجنب لا يمكن أن تستقر أبداً.

2. عندما تقلل العلاقة من شعورك بقيمة الذات
العلاقات التي تُضعف الثقة بالنفس تفعل ذلك ببطء، وبشكل شبه غير محسوس، حتى يلاحظ الشخص أنه قد تغير. في البداية، تكون هذه التغيرات عبارة عن ملاحظات أو مقارنات صغيرة تبدو غير مهمة، ولكنها تتراكم تدريجياً.
يصبح الصوت الداخلي أكثر انتقاداً، وأقل وداً، وأكثر شكاً. ويبدأ الفرد في محاولة أن يكون مختلفاً، أو أكثر هدوءاً، أو أكثر مرونةللحفاظ على العلاقة. مثل هذه الديناميكية لا تدمر الحب فحسب، بل تدمر أيضاً احترام الذات.
3. لا تكن أبدًا الشخص الذي لا يبذل الجهد من أجل العلاقة
العلاقات التي يبادر فيها أحد الطرفين باستمرار تصبح في نهاية المطاف مُرهِق عاطفياًحتى وإن بدت الأمور قابلة للإدارة في البداية. عندما يضطر الشخص نفسه دائماً إلى بدء المحادثات، واقتراح الاجتماعات، وتهدئة التوترات، ينشأ شعور بالتجاهل.
يعتاد الطرف الآخر على راحةٍ يُفترض فيها بذل الجهد دون مقابل، فلا يُقابل بالمثل. ويبدأ الفرد بالتشكيك في قيمته الحقيقية، هل هو مرغوب فيه أم مجرد وسيلة لتحقيق مصالحه؟ لا تقوم هذه العلاقة على الشراكة، بل على اختلال التوازن.
4. لا ترتبط أبدًا بشخص لا يحترمك إلا عندما يناسبه ذلك.
الاحترام الذي يأتي على شكل موجات، يُسبب ذلك ارتباكًا داخليًالأنه ليس من الواضح أبدًا متى سيكون موجودًا ومتى سيختفي. فجأةً، يتحول الدفء والقرب إلى برودة دون تفسير.

يبدأ الشخص بالتفكير في السلوك الخاطئ، رغم أن شيئًا لم يتغير فعليًا. تتطلب هذه العلاقة تعديلًا مستمرًا لمزاج الطرف الآخر. مع ذلك، ينبغي أن يكون الاحترام قيمة ثابتة، لا مكافأة.
5. لا ترتبط أبدًا بشخص لا يرى إلا نفسه.
في العلاقات التي يكون فيها شخص واحد فقط على صواب دائمًا، سرعان ما تتحول المحادثات إلى مونولوجلا يتم الاستماع إلى آراء ومشاعر وتجارب الطرف الآخر، بل يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها.
يتم تحويل المسؤولية عن المشاكل، مما يعيق حل النزاعات بشكل حقيقي. ويتوقف الفرد في نهاية المطاف عن التعبير عن نفسه لأنه يدرك أن ذلك لا يُحدث تغييراً. هذا الموقف لا يسمح بالنمو، بل يعزز قوة أحد الأطراف.
6. لا تصاحب أبدًا شخصًا لا يشعر بتأنيب الضمير.
إن غياب الشعور بالذنب في العلاقة يكشف عن نقص عميق في التعاطف والحساسية. ويصبح تجاهل الرسائل والكذب وعدم الاكتراث بألم الطرف الآخر أمراً شائعاً.
الاعتذارات نادرة أو قيلت دون فهم حقيقي للعواقب. يبدأ الشخص بالتشكيك في أهمية مشاعره. هذا الموقف يترك جروحاً تلتئم ببطء شديد.
7. عندما تضطر إلى التكيف باستمرار
المشي على أطراف الأصابع في العلاقة ليس دليلاً على الحب، ولكن علامة على الخوف قبل رد فعل الشخص الآخر. عندما يجب التحكم في الكلمات والسلوك باستمرار، تختفي العفوية.
يبدأ الفرد بالانكماش حفاظاً على سلام ظاهري. يفقد أصالته لأنه لم يعد من الآمن أن يكون على طبيعته. هذا السلوك يستنزف القوة الداخلية على المدى البعيد.

8. لا ترتبط أبدًا بشخص لا يحترم مشاعرك.
تُشكّل المشاعر أساس التواصل، لذا فإنّ التقليل من شأنها يُؤلم بشدة. عندما تُصنّف المشاعر على أنها مفرطة أو غير مهمة، ينطوي الفرد على نفسه.
يظهر الخوف من التعبيرلأنّ أيّ صدقٍ قد يُستغلّ ضدّه. تفقد العلاقة تدريجياً عمقها ودفئها. لا يمكن للتقارب العاطفي أن يوجد دون قبول.
9. لا ترتبط أبدًا بشخص يطالبك بالتخلي عن حياتك.
الحب الصحي يتيح مساحة للأصدقاء والاهتمامات والأهداف الشخصية. أما عندما تتطلب العلاقة تنحية كل شيء آخر جانباً، يخلّ بالتوازن.
يبدأ الفرد بالعيش أساساً من أجل الآخر، لا من أجل نفسه. تتلاشى الهوية تدريجياً في خضم التكيف. مثل هذه العلاقة لا تثري، بل تُفقر.
10. لا ترتبط أبدًا بشخص غير صادق.
التقارب بدون صدق يخلق شعور بالفراغ، حتى عندما يكون الشخصان معًا جسديًا، تظل المحادثات سطحية، وتبقى المواضيع المهمة غير مطروحة.
يشعر الفرد بأنه غير مرئي أو مفهوم حقًا. لا يمكن أن تنشأ علاقة حقيقية دون انفتاح. تبدو مثل هذه العلاقة باردة وجافة.
11. عندما تحل السيطرة محل الرعاية
غالباً ما تتستر السيطرة وراء قناع الاهتمام، لكنها في الواقع تحد من الحرية. فعندما يحدد شخص واحد ما هو مسموح وما هو ممنوع، يضيع الشعور بالمساواة.

يبدأ الفرد شك في حكمك الخاصإن مثل هذا الموقف يقوض الاستقلالية. ينبغي أن تكون الرعاية تمكينية لا تحكمية.
12. لا تصاحب أبدًا شخصًا يفرغ غضبه عليك.
إن الغضب الموجه باستمرار نحو الشريك يخلق بيئة من الخوف وانعدام الأمان. وعندما يتفاقم التوتر والإحباط ويتحول إلى نوبات غضب، يختفي الشعور بالأمان.
يبدأ الشخص أن تعيش في توتر دائملا يسمح هذا الموقف بالاسترخاء أو الثقة. ولا يوجد أي مبرر لهذا السلوك.
13. لا ترتبط أبدًا بشخص أظهر لك بالفعل أنك لا تعني له الكثير.
غالباً ما تكون الأفعال أبلغ من الأقوال، خاصة في العلاقات طويلة الأمد. عندما جهد من جانب واحدويتضح هذا الأمر بمرور الوقت.
يبذل الشخص طاقةً ووقتاً واهتماماً دون استجابة حقيقية، فتصبح العلاقة جوفاءً بلا معنى، مما يؤدي إلى استنزاف عاطفي.
لا ينبغي للحب أن يخلق الخوف أو الشك أو التغيير المستمر. تقوم العلاقة الصحية على الاحترام والأمان والمعاملة بالمثل. إنهاء علاقة لا توفر ذلك ليس هزيمة، بل هو قرار شخصي.





