من أين يأتي ذكاء الطفل؟ أي الجينات؟ هل هذه الصفة الموروثة تعتمد أكثر على الأم أم على الأب؟
لطالما كانت مسألة كيفية انتقال الذكاء موضوع بحث من قبل العلماء الذين يدرسون التأثيرات الجينية والبيئية على تنمية القدرات المعرفية لدى الأطفال. وفي العقود الأخيرة، أظهرت الأبحاث أن الجينات مرتبطة بالذكاء ولا يتم توزيعها بالتساوي بين الوالدين.
وتشير النتائج الرئيسية إلى أن الجينات تأثير الأمهات وغالبا ما تلعب دورا أكثر أهمية في نقل الذكاء، في حين أن البيئة لها تأثير كبير على كيفية التعبير عن هذه الجينات.
جينات الأم مفتاح الذكاء
كشفت الدراسات العلمية أن الجينات المرتبطة بالذكاء شائعة مرتبطة بالكروموسوم X. ولأن الأمهات يحملن اثنين من كروموسومات X، فمن المرجح أن يرث الأطفال جينات الذكاء مباشرة من الأم. تلك التي تأتي من جانب الأم لها تأثير كبير على تطور الدماغ والوظائف المعرفية.
وأظهرت دراسة أجريت على المراهقين أنه كذلك معدل ذكاء الأم غالبًا ما يكون أفضل مؤشر على القدرة الفكرية للطفل. في حين تحدد الجينات الإمكانات الأساسية، تلعب البيئة دورًا مهمًا في كيفية تطور تلك الإمكانات.
ويبلغ متوسط الفرق في معدل الذكاء بين الأم والطفل حوالي 15 نقطة، مما يشير إلى أن الوراثة تضع الأساس، لكن النتيجة النهائية تعتمد أيضًا على ظروف الحياة والتجارب.
تأثير الأب: التطور البدني والدعم
على الرغم من أن جينات الأب ليس لها مثل هذا التأثير القوي على التطور الفكري، إلا أن الأبحاث تظهر أنها تقدم مساهمة كبيرة التطور الجسدي للطفل. وقد أظهرت الدراسات في مجال علم الوراثة أن جينات الأب غالبا ما توجه نمو وبنية الجسم، في حين أن جينات الأم لها تأثير أكبر على نمو الدماغ.
الجينات من الأب التي ترتبط به القدرات المعرفية المتقدمة، في بعض الأحيان يكونون أقل نشاطًا أو "صامتين"، مما يعني أن دورهم ليس واضحًا جدًا.
تشير هذه النتائج إلى توزيع مثير للاهتمام للوظائف الجينية بين الوالدين. وفي حين أن جينات الأم تؤثر بشكل مباشر على الإمكانات الفكرية للطفل، فإن التركيب الجيني للأب يوفر الأساس للدعم الجسدي والنمو، وهو أمر لا يقل أهمية عن رفاهية الطفل بشكل عام.
دور البيئة في تنمية الذكاء
على الرغم من أن الجينات تضع الأساس، إلا أن البيئة تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل ذكاء الطفل. الوصول إلى التعليم، يعد تشجيع العلاقات الاجتماعية وموارد التعلم الجيدة أمرًا ضروريًا لتطوير القدرات المعرفية. الأطفال الذين ينشأون في بيئة يكون فيها تشجيع النمو العقلي جزءًا من الحياة اليومية لديهم المزيد من الفرص لتحقيق إمكاناتهم.
قد يحدد علم الوراثة نقطة البداية، لكنها كذلك خبرةالتي يكتسبها الطفل طوال حياته، تلك التي تشكل شخصيته مستقبل.