تُعدّ مرسيدس-بنز يونيموج أسطورةً حقيقية، لكنها عادةً ما تفوح منها رائحة الزيت والطين والعمل الشاق. هذه المرة، قررت شتوتغارت أن تُضفي عليها لمسةً من الفخامة، وتُعيدها إلى رونقها، وتُزيّن مقصورتها الداخلية بجلدٍ فاخرٍ ربما يكون أنعم من أريكة منزلك. إنها يونيموج لا تُستخدم لحرث الحقول، بل لإظهار هيمنتها أمام كازينو مونت كارلو.
مرسيدس بنز يونيموج إنها النسخة الآلية من سكين الجيش السويسري بعد أن تناول جرعة زائدة من المنشطات. إنها مركبة نعجب بها لقدرتها على تسلق جدار عمودي، وجزّ العشب على الطريق السريع، وسحب قطار في آن واحد. لكن لنكن صريحين، لم يرغب بها أحد في موعد غرامي. حتى الآن. احتفالاً بالذكرى الثمانين لهذه الأيقونة الهندسية، تعاونت مرسيدس-بنز للشاحنات الخاصة مع شركة هيلجيت للهندسة لابتكار شيء يبدو غريباً على الورق، ولكنه رائعٌ للغاية في الواقع: يونيموج يو 4023، التي تحولت إلى سيارة دفع رباعي فاخرة. وعندما أقول فاخرة، فأنا أعني سجادات أرضية جلدية. نعم، قرأتموها بشكل صحيح.
كل التوفيق لك، لأنه... لم لا؟
إذا سبق لك قيادة شاحنة يونيموج عادية، فأنت تعلم أن السرعة ليست من نقاط قوتها. إنها أشبه بنهر جليدي - لا يمكن إيقافها، لكنها بطيئة. حسناً، هذا التصميم يغير ذلك. فبدلاً من المحرك القياسي رباعي الأسطوانات، قام المهندسون بتركيب محرك OM 936 سداسي الأسطوانات تحت غطاء المحرك.
والنتيجة؟ ارتفعت القوة إلى 220 كيلوواط (300 حصان). ورغم أن مرسيدس لا تُعلن رسميًا عن عزم الدوران لهذا النموذج التجريبي تحديدًا، إلا أن هذا المحرك يُنتج بسهولة حوالي 1200 نيوتن متر (885 رطل-قدم) من عزم الدوران في تطبيقات أخرى. هذا كافٍ لتحريك جبل صغير، أو على الأقل منزل حماتك إذا غضبت بشدة. تم تحسين ناقل الحركة، ما يعني أن تغيير السرعات لم يعد يُشبه عراك الدببة، بل أصبح أكثر سلاسة، مع الحفاظ على متانته الميكانيكية.
"لم تعد هذه مجرد آلة عمل. إنها تعبير عن الغطرسة الجغرافية."
المظهر الخارجي: جاهز لمواجهة نهاية العالم، مع لمسة من الأناقة
من الناحية البصرية، تلفت هذه الشاحنة من طراز يونيموج الأنظار بشدة. فهي مطلية بلون رمادي مطفي رائج للغاية بين المؤثرين. وترتكز على عجلات ألمنيوم ضخمة قياس 20 بوصة مزودة بتقنية "قفل الإطار"، مما يعني أنه يمكنك تفريغ الإطارات إلى أدنى حد دون أن تنفصل عن الجنط.
لكن التغيير الأبرز هو غياب تلك المرايا الجانبية الضخمة التي كانت تُشبه آذان الفيل. فقد استُبدلت بنظام MirrorCam - كاميرات وشاشات داخلية. تقول مرسيدس إن هذا النظام يُحسّن الرؤية بشكل كبير في حركة المرور داخل المدينة وعلى الطرق الوعرة. أما أنا فأرى أنه وسيلة رائعة لمشاهدة وجوه سائقي سيارات الدفع الرباعي المرعوبة في المدينة بجودة عالية الوضوح عند الاقتراب منهم عند إشارات المرور.
التصميم الداخلي: عندما يلتقي الطين بالأزياء الراقية
هنا تبدأ الأمور بالغرابة حقًا - بشكلٍ إيجابي. لم تعد المقصورة المزدوجة ذات الأربعة مقاعد مكانًا لتراكم الغبار وبقايا الطعام. المقاعد مُنجّدة بأفخر أنواع الجلود مع خياطة متباينة، والإضاءة المحيطة بتقنية LED تُشعرك وكأنك في ملهى ليلي في برلين.
ثم هناك سجادات الأرضية الجلدية. إنه نوع من المفارقات التي أعشقها. لديك مركبة ذات محور بوابة يمكنها اجتياز أربعة أقدام من الماء، لكنك لن تجرؤ على دخولها بأحذية موحلة لأنك ستتلف جلد البقر المخيط يدويًا على الأرضية. إنه تعريف الترف. لقد خلع "الحصان العامل" بذلته وارتدى بدلة أرماني مصممة خصيصًا له.
لا يزال وحشًا حقيقيًا
على الرغم من كل هذا البريق، يجب ألا ننسى أنه تحت هذا المظهر "الفاخر"، لا تزال هناك شاحنة يونيموج يو 4023. وهذا يعني:
- محاور البوابة: لتلك المسافة العبثية من الأرض.
- إطار مرن قابل للالتواء: تنثني السيارة للحفاظ على العجلات على الأرض.
- ثلاثة أقفال تفاضلية بنسبة 100%: لأن كلمة "عالق" غير موجودة في قاموس هذه المركبة.مرسيدس يخططون لإرسال السيارة إلى العملاء لاختبارها العام المقبل. يريدون التأكد من جدوى هذا التصميم على أرض الواقع، أو ربما يريدون ببساطة معرفة من سيُقدم على شرائها. تُذكّرنا هذه السيارة بسيارات "فانموغ" الأسطورية من التسعينيات، ولكن هذه المرة صُنعت بدقة ألمانية وتقنية حديثة.
الخلاصة: العبث الذي نحتاجه
هذه الشاحنة من طراز يونيموج محض هراء. وهذا تحديداً ما يجعلها رائعة. لا أحد يحتاج إلى سجادات أرضية جلدية في مركبة قادرة على تسلق بركان. ولا أحد يحتاج إلى 300 حصان في جرار. لكن عالم السيارات سيكون مملاً لو اقتصرنا على شراء ما نحتاجه فقط.
هذه السيارة مصممة للرجل الذي يمتلك بالفعل ثلاث سيارات مرسيدس جي-واجن، لكنه يجدها عادية للغاية. إنها للرجل الذي يرغب في تناول العشاء في فندق خمس نجوم، لكنه يريد اختصار الطريق - عبر تلة، ومستنقع، ونهر. السعر؟ مرسيدس تتكتم عليه بحكمة. ولكن إذا اضطررت للسؤال، فربما لا تستطيع حتى تحمل تكلفة تنظيف سجادات الأرضية الجلدية.
هذا دليل على أن المهندسين ما زال بإمكانهم أن يحلموا، وأن حتى "الآلات الثقيلة" يمكن أن تمتلك روحًا. وروحًا في غاية الأناقة.