لماذا ينتهي بي الأمر وحيدًا دائمًا؟ لماذا في كل مرة أحاول أن أقيم علاقة عميقة، يفشل شيء ما بداخلي؟
أجلس في صمت وأفكر. لماذا تنتهي كل محاولة للعلاقة قبل أن تبدأ فعلاً؟ أعلم أن المشكلة ليست في الآخرين. ليس في من رحل، ولا في من أراد البقاء. المشكلة في مكان ما بداخلي. لا أستطيع أن أكون في علاقة. إنها فكرة تتبعني مثل الظل.
أشعر بالقلق في كل مرة يقترب فيها شخص ما
يتساءل ذهني عما إذا كنت سأكون جيدًا بما فيه الكفاية، أو إذا كنت سأخيب الآمال، أو إذا كنت سأتأذى مرة أخرى. تغمرني هذه الأفكار وأقيم الجدران قبل أن تتاح لأي شخص فرصة الاقتراب. ومن المفارقات أنني أتوق إلى القرب، ولكنني أخاف منه في نفس الوقت. هذا الصراع الداخلي يشبه العقدة التي لا أستطيع فكها.
في بعض الأحيان، كنت على يقين من أنني سأجد الحب ببساطة. بدا لي أن هذا سيحدث من تلقاء نفسه - كما هو الحال في القصص، حيث تقابل الشخص المناسب وكل شيء يقع في مكانه الصحيح. لكن مع مرور السنين أدركت ذلك الحب يتطلب المزيد. فهو يتطلب الضعف والثقة والانفتاح. وهذه الأشياء هي الأصعب بالنسبة لي.
أحمل آثار تجارب الماضي في أعماقي
تذكرني هذه الجروح باستمرار أنه ليس من الآمن دائمًا أن أفتح قلبي. إحدى أولى حالات حبي انتهت بصمت - لا تفسير ولا إغلاق. فكرت لفترة طويلة في ما فعلته خطأ، و لامت نفسها على رحيله. هذا الشعور يرافقني حتى يومنا هذا. أخشى أن أشعر بخيبة الأمل مرة أخرى، أو الأسوأ من ذلك أنني سأكون الشخص الذي يخيب الآمال.
في بعض الأحيان يكون الجزء الأصعب هو الاعتراف بأنني ربما لا أعرف حتى ما يعنيه أن أكون في علاقة حقيقية. أعرف كيف أظهر المودة، وكيف أجعل شخصًا سعيدًا للحظة، ولكن كيف يمكنك إنشاء رابطة دائمة؟ هنا يرافقني شعور بعدم المعرفة. ربما كنت دائمًا أكثر تركيزًا على ما يحتاجه الآخرون ولم أفكر أبدًا في ما أحتاجه بنفسي.
في كل مرة أشارك في شيء جديد، أشعر وكأنني أعيد نفس القصة
أولًا الإثارة والترقب، ثم الخوف والشك، وهو ما يدفعني للركض. الهروب من القرب، من إمكانية أن يعرفني أحد حقًا. أحيانًا أخجل من الاعتراف بأنني أريد الحب، لكني لا أعرف كيف أحافظ عليه.
أعلم أنه لا بأس إذا لم أعرف كل شيء على الفور. لا أحد يولد مع تعليمات العلاقة. ما يهم هو الرغبة في التعلم. بدأت أسأل نفسي الأسئلة: لماذا أنا خائف؟ ماذا أريد حقا؟ بدأت أدرك ببطء أن مفتاح العلاقة ليس الكمال، بل الصدق.
عندما سألت نفسي لماذا لا أعرف كيف أكون في علاقة، أدركت أن الإجابة تكمن بداخلي. إذا لم أتعلم أن أحب وأقبل نفسي، فسوف أشك دائمًا في حب الآخرين. الحب ليس الكمال - الحب هو عملية. وهذه العملية تبدأ بالنسبة لي هنا، الآن.
أعلم أنه لا يزال لدي الكثير من العمل للقيام به. أحتاج أن أتعلم كيفية بناء العلاقات خطوة خطوة بخطوة، كن صبورًا مع الآخرين ومع نفسك. لكنني الآن أفهم أن هذه ليست علامة على الفشل. إنها علامة على النمو. كل لحظة عندما أسمح لنفسي بأن أكون عرضة للخطر، فهذا انتصار. وربما يومًا ما سأدرك أنني أستطيع أن أكون في علاقة بعد كل شيء. وحتى ذلك الحين، سأواصل هذه الرحلة - ببطء ولكن بثبات.