fbpx

لماذا يُغلّف البرتقال بشبكة حمراء، والليمون بالأصفر، والليمون الأخضر؟ حيلةٌ يستخدمها كل متجر.

الصورة: مختبرات إنفاتو

هل تساءلت يومًا لماذا لا تُعبأ الفاكهة عشوائيًا في السوبر ماركت؟ البرتقال دائمًا ما يكون في علب حمراء، والليمون أصفر، والليمون الأخضر.

الشبكة ليست مسألة جمالية، ناهيك عن كونها مصادفة، بل هي خدعة بارعة ناتجة عن مزيج من علم النفس والتسويق وعلم إدراك الألوان. في هذه الحالة، الفاكهة مجرد ممثل، والتغليف هو المخرج، وهو ما يحدد في النهاية مدى جاذبيتها لنا.

مع أنها قد تبدو بريئة للوهلة الأولى، إلا أنها خدعة بصرية مدروسة بعناية. يدرك المسوقون أن للألوان تأثيرًا قويًا على أدمغتنا: فالشبكة الحمراء تُبرز اللون البرتقالي للبرتقال وتجعله يبدو أكثر عصارة مما هو عليه في الواقع. أما العبوة الصفراء فتمنح الليمون نضارة إضافية، بينما يُضفي اللون الأخضر على الليمون الأخضر لمسةً غريبةً شبه فلورية. باختصار: لون الشبكة هو بمثابة مُرشِّح يُقنعك بأن الفاكهة مثالية - حتى قبل أن تشمّها أو تتذوقها.

الصورة: إنفاتو

كيف يعمل هذا الوهم البصري للشبكة؟

الظاهرة معروفة باسم وهم القصاصات الورقية خدعة بصرية بسيطة وفعّالة، حيث يُغيّر لون الخلفية أو العبوة إدراكنا. يُضيء لون البرتقالة الأحمر ويُبرز التباين، مما يجعلها تبدو أكثر نضجًا. يربط الدماغ البشري غريزيًا بعض الألوان بالدفء والحلاوة والانتعاش.

درس البروفيسور كارل جيغنفورتنر من جامعة يوستوس ليبيغ في ألمانيا كيفية تأثير هذه التلاعبات البصرية على قراراتنا الشرائية. ويؤكد تحليله أن المسوقين يختارون التغليف بعناية: فالبرتقالة في شبكة حمراء تبدو أكثر إغراءً من تلك في كيس بلاستيكي عديم اللون. وبالمثل، يتألق الليمون والليمون الحامض كجواهر صغيرة من النضارة في شبكات متناسقة الألوان.

الصورة: إنفاتو

لماذا تحدد الألوان اختياراتنا؟

الألوان ليست مجرد زينة بصرية، بل تُثير استجابات عاطفية. الأحمر يشجعنا على اتخاذ إجراء ويزيد من الرغبة، ولذلك يبدو البرتقال في غلاف أحمر شبكي في أبهى صوره. الأصفر مرتبط بأشعة الشمس والطاقة، مما يجعل الليمون يبدو أكثر حموضةً وانتعاشًا. الأخضر رمز عالمي للنضارة والطبيعة - الليمون الأخضر في غلاف أخضر يُناسب مشروب الموهيتو.

بهذه الطريقة، لا يبيع التجار الفاكهة فحسب، بل يبيعون قبل كل شيء شعورًا - قصة بصرية تشعل الرغبة في الشراء في أدمغتنا.

كيف لا تنخدع بنفسك؟

على الرغم من أن التغليف يجعل المظهر أجمل، إلا أن "اختبار الحواس الثلاث" الخاص بك لا يزال هو المفتاح لتحديد جودة الفاكهة:

  • الشعور: تحقق مما إذا كانت الفاكهة صلبة جدًا أو طرية جدًا،
  • الرؤية: ابحث عن البقع الداكنة أو علامات العفن،
  • الرائحة: الفاكهة الناضجة حقًا لها رائحة مميزة ومنعشة.

هذه هي الطريقة الوحيدة لتجنب خيبة الأمل عندما تكتشف أن البرتقال الذي يبدو وكأنه جاء من بطاقة بريدية تحت أضواء المتجر لا يبدو مثاليًا على الإطلاق في المنزل.

الصورة: إنفاتو

خاتمة

الشبكات الملونة بمثابة مساعدين صامتين لتجار التجزئة، يلعبون على حواسنا ويرشدوننا بلطف نحو منتجات معينة. في المرة القادمة التي تمد فيها يدك إلى الشبكة الحمراء البرتقالي أو عبوة ليمون صفراء مشمسة، تذكر: أنت لا تشتري فاكهة فحسب، بل تشتري وهمًا أيضًا. السر هو أن تجعل العبوة خدعة ممتعة، لكن دع حواسك تقرر.

معكم منذ 2004

من سنة 2004 نحن نبحث في الاتجاهات الحضرية ونبلغ مجتمع المتابعين لدينا يوميًا بأحدث ما في نمط الحياة والسفر والأناقة والمنتجات التي تلهم بشغف. اعتبارًا من عام 2023 ، نقدم محتوى باللغات العالمية الرئيسية.