يعد النوم من أهم الأنشطة للحفاظ على صحة جيدة، لكن العديد من الدراسات والآراء حول المدة المثالية للنوم غالباً ما تسبب الحيرة. كثيرا ما نسمع توصية بالنوم ثماني ساعات في الليلة، ولكن ماذا يحدث بالفعل في الجسم خلال هذا الوقت؟ وهل نحتاج جميعًا حقًا إلى ثماني ساعات من النوم؟
بينما ثماني ساعات من النوم يبقى تقديرًا جيدًا لمعظم البالغين، فمن الضروري مراعاة الاحتياجات الفردية وجودة النوم. استمع إلى جسدك واضبط عادات نومك حسب الحاجة لضمان سلامة جسمك وعقلك يحصلون على فترات راحةك التي تحتاجها. بهذه الطريقة، سوف تكون قادرًا حقًا على الاستفادة من جميع المزايا التي توفرها يوفر راحة ليلة جيدة.
ماذا يحدث لجسمك عندما تنام ثماني ساعات في الليلة؟
النوم ليس مجرد وقت "ينطفئ" فيه جسمنا. هذه فترة نشطة تتم خلالها العمليات الحيوية لاستعادة الجسم والعقل. تحدث عدة مراحل أثناء النوم، والتي تتكرر بشكل دوري. كل مرحلة لها وظائف محددة تعتبر أساسية لتجديد الجودة:
ميد مرحلة النوم الخفيف يبدأ الجسم بالاستعداد للنوم العميق؛ يتباطأ معدل ضربات القلب، وتنخفض درجة حرارة الجسم، وتسترخي العضلات وتهدأ، مما يسمح بالانتقال إلى التالي، مرحلة أعمق من النوم. خلال هذه المرحلة، يكون الجسم في حالة راحة خفيفة، لكن الدماغ يظل نشطًا ويدخل بسهولة في مرحلة النوم العميق، وهو أمر بالغ الأهمية للتعافي الجسدي والنمو والتطور. أثناء النوم العميق، يتجدد الجسم بشكل مكثف، ويرمم الأنسجة، ويقوي جهاز المناعة، ويتراكم الطاقة التي نحتاجها لليوم التالي. هذه المرحلة ضرورية للصحة البدنية والرفاهية. ثم يتبع مرحلة حركة العين السريعة، المعروف بحركات العين السريعة عندما يكون الدماغ نشطًا للغاية. في هذه المرحلة، تحدث عمليات دماغية مكثفة، وهي مهمة لمعالجة العواطف وتعزيز الذاكرة والتعلم. تعتبر مرحلة حركة العين السريعة حاسمة للصحة العقلية، لأنها تساعد على معالجة وتنظيم المعلومات الواردة خلال اليوم.
هل تحتاج حقاً إلى ثماني ساعات من النوم؟
على الرغم من أن ثماني ساعات من النوم هي التوصية العامة، إلا أن احتياجات النوم تختلف من شخص لآخر. قد يحتاج البعض أكثر، والبعض الآخر أقل. الأبحاث أظهرت ذلك القدر الأمثل من النوم يمكن أن تتراوح بين سبع وتسع ساعات. المفتاح هو الاستماع إلى جسدك ومراقبة ما تشعر به طوال اليوم. إذا استيقظت مرتاحًا ونشطًا خلال النهار، فمن المحتمل أن يحصل جسمك على النوم الذي يحتاجه.
لماذا لا تزال متعباً بعد ثماني ساعات من النوم؟
على الرغم من حصولك على الساعات الثماني الموصى بها من النوم، إلا أنك قد تستيقظ متعبًا لعدة أسباب:
نوعية النوم هو المفتاح لعملنا اليومي. إذا كان نومك متقطعًا بشكل متكرر أو إذا كنت تقضي وقتًا قصيرًا جدًا في المراحل العميقة من النوم، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالتعب وتقليل قدرتك على التركيز والإنتاجية طوال اليوم. الى جانب ذلك، يمكنك التوتر والقلق لها تأثير قوي على النوم. تمنع المشاكل العاطفية الدماغ من الانتقال إلى مراحل أعمق من النوم، مما يزيد من ضعف جودة النوم ويمكن أن يؤدي إلى حلقة مفرغة من الأرق. انت تستطيع ايضا مشاكل صحية، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، يتعارض مع نوعية نومك. يسبب انقطاع التنفس أثناء النوم توقفات قصيرة في التنفس أثناء النوم، مما يؤدي غالبًا إلى الاستيقاظ المتكرر والشعور بالأرق على الرغم من قضاء الوقت الكافي في السرير.