"الزواج السعيد هو محادثة طويلة تبدو دائمًا قصيرة جدًا." - أندريه موروا
الحكمة هي معرفة متى تبذل جهدًا إضافيًا ومتى تتراجع. أن تهرب دون أن تنظر إلى الوراء. أن تتجاهل فكرة أنه ربما كان بإمكانك فعل شيء آخر، شيء أفضل، شيء مختلف. لا تدع الندم والضعف يُبقيانك في علاقة سامة.
إذا كانت علاقتك صحية ولم تبتعدا عن بعضكما إلا قليلاً، فلا يزال بإمكانكما العثور على طريق لعلاقة ناجحة.
ما هي العلامات التي تشير إلى أن الأمور لا تزال تعمل بشكل جيد بينكما وأنك تحتاج فقط إلى بذل الجهد وإنقاذ العلاقة، بدلاً من التمسك بالمشاعر المجروحة والاستياء وفقدان الحب بسبب ذلك؟
إنهم يدركون أخطائهم.
هل يُمكنكما الاعتراف بخطئكما والاعتذار؟ بدون ذلك، ستفشل العلاقة. إذا لم تُقرّ بأخطائك أو لم تعتذر عنها، فلن تتمكنا من التغيير أو النمو أو المضي قدمًا في العلاقة. ستقعان في دوامة من سوء الفهم والجدال والألم.
إذا استطعتَ إدراكَ خطئكَ وفهمَه، فستتمكن من فهم مشاعر شريككَ بشكل أفضل، وستتمكن من رؤية سلوككَ من منظوره. إذا استطاع شريككَ فعلَ الشيء نفسه، فأنتَ تمتلكُ شيئًا ثمينًا يستحقُّ الحفاظَ عليه وتطويرَه.
إنهم مستعدون لبذل الجهد.
في كثير من الأحيان، يبذل شريك واحد فقط، غالبًا المرأة، جهدًا للحفاظ على العلاقة والقيام بالجانب العاطفي فيها. تعرف النساء كيف يتحملن مسؤولية نجاح العلاقة، بينما يعرف الرجال كيف يتجنبون تحميل أنفسهم جزءًا من هذه المسؤولية. لذا، فبدلًا من علاقة صحية ينمو فيها الطرفان ويتطوران، يُنشئان مصدرًا للمشاكل التي لا يعرف أحد كيفية حلها. وتتفاقم هذه المشاكل مع مرور الوقت.
إذا أدركتما أنكما بحاجة إلى الاستثمار في علاقتكما، وأن كل واحد منكما يجب أن يبذل قصارى جهده، وليس فقط أن يفعل ما يريده، فهذا يعني أن لديكما النضج والوعي اللازمين لبناء علاقة مستقرة وعميقة.
تريد نفس الأشياء في الحياة.
تصبح مسألة القيم والمُثُل المشتركة مسألة مصالح مشتركة في الحياة العملية واليومية. إذا كان شريكك يرغب في التقاعد في الريف وزراعة المحاصيل، لكنك تخشى فكرة الزراعة، وترغب في نمط حياة مختلف، أقرب إلى الحياة الحضرية، فأنتما مختلفان في حاجتكما إلى التعبير عن قيمكما الأساسية وإشباعها.
لكن إذا كنتما ترغبان في السفر، أو بناء منزل، أو كنتما طموحين جدًا وتبنيان مسيرة مهنية، فأنتما أقوى معًا. بهذه الطريقة، يمكنكما دعم بعضكما البعض وتحقيق أحلامكما.
لم يتجاوز أحد حدود ما هو غير مقبول.
بعض الأخطاء (الخيانات الصغيرة كالصمت والأنانية والشك) قابلة للتسامح، ويجب على كل زوجين أن يعرفا حدودهما ومتى لا رجعة فيها. أحدهما أكثر تسامحًا، فيسامح أكثر، لكن إذا شعر بإساءة استخدام تسامحه، فسيضطر لوضع حدود. يجب على كل زوجين إرساء هذا التوازن الدقيق بينهما - فلا أحد يستطيع أن يُملي على الآخر ما هو غير مقبول ولا يُغفر. إذا لم يُبالغ أي منكما، ستتمكنان من إعادة بناء الثقة ومسامحة بعضكما البعض.
إنهم يتفقون بشكل جيد.
التوافق أهم من التعلق على المدى البعيد. من المهم وجود الحب والتعلق، لكن الحب لا يُقاس بالمشاعر، بل بالأفعال وفعالية العلاقة. قد تكون المشاعر فاترة، والشغف قد يتلاشى، ولكن إذا أصبحتما صديقين يتمنيان الأفضل لكما، ويشعران بالأمان، ويحظيان بدعم بعضهما البعض، ويقضيان لحظات ممتعة معًا، فإن العلاقة تستحق العناء، حتى لو انطفأت شرارة الحب الأولى.
ويعتقدون أنهم سيخرجون من الأزمة أقوى وأكثر استقرارا.
عليك أن تؤمن بهذا بصدق! إذا كانت لديك خبرة في تجاوز الأزمات، والتي خرجت منها دائمًا أقوى وأشجع وأحكم. إذا كنت تؤمن بأنه لا توجد مشكلة لا تستطيع أنت وشريكك حلها، فلا داعي للتفكير.
ولكن إذا شعرت أنك أعطيت هذه العلاقة فرصًا كثيرة جدًا، وأن الأزمات أضرت بك وأعاقت تطورك بدلاً من رفعك وربطك، فقد حان الوقت لكل منكما أن يسلك طريقه المنفصل.