يعتبر شرب الماء البارد أمراً منعشاً للكثيرين، خاصة خلال أشهر الصيف الحارة. ومع ذلك، تظهر المزيد والمزيد من الأبحاث التي تشير إلى المخاطر المحتملة لهذه العادة. فلماذا يمكن أن يكون الماء البارد ضارًا لجسمك وما هي درجة حرارة الماء الأفضل للشرب؟ لقد بحثنا في آراء الخبراء والممارسات التقليدية حول العالم لمعرفة السبب الذي قد يدفعك إلى التفكير في استبدال المشروبات الباردة ببديل أكثر دفئًا.
في آسيا، وخاصة الصين والهند، تم تجنب المشروبات الباردة منذ آلاف السنين. وبدلاً من ذلك، يشربون الماء الدافئ، الذي يقال إنه يحسن عملية الهضم والرفاهية العامة. على عكس الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، حيث يعد إضافة الثلج إلى المشروبات ممارسة شائعة، يعتقد الآسيويون أن الماء البارد يسبب الكثير من الضغط على الجسم.
شرب الماء البارد يمكن أن يؤثر على أجسامنا بعدة طرق
تأثير على الهضم
أحد المخاوف الرئيسية هو التأثير على الجهاز الهضمي. الماء البارد يمكن أن يسبب تضييق الأوعية الدموية، والتي يمكن أن تبطئ عملية الهضم وتسبب عدم الراحة في الجهاز الهضمي. يوصي الطب الصيني التقليدي والأيورفيدا بشرب الماء الدافئ أو الماء بدرجة حرارة الغرفة لتحسين عملية الهضم والصحة العامة.
يمكن أن يؤدي الماء البارد في الواقع إلى إبطاء عملية هضم الطعام. أثناء الوجبة الماء البارد يصلب الدهون من الطعام، مما قد يجعل عملية الهضم صعبة. فبدلاً من أن يمتص الجسم العناصر الغذائية بشكل فعال، عليه استخدام طاقة إضافية لتسخين الماء إلى درجة حرارة الجسم. وهذا يمكن أن يسبب الشعور بالثقل في المعدة وبطء عملية الهضم.
التأثير على معدل ضربات القلب
مشكلة أخرى مع الماء البارد هي قدرته على التأثير على معدل ضربات القلب. يمكن أن يحفز الماء البارد العصب المبهم، مما يسبب تباطؤ معدل ضربات القلب. قد يكون هذا مشكلة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من مشاكل القلب الحالية.
التأثير على الجهاز التنفسي
شرب الماء البارد يمكن أن يسبب ذلك أيضًا تراكم المخاط في الجهاز التنفسيمما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي. ويعتقد في الطب التقليدي أن الماء البارد يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
أفضل درجة حرارة لمياه الشرب
ويوصي الخبراء بأن نشرب الماء في درجة حرارة الغرفة أو دافئة قليلاً. من المفترض أن تكون درجة حرارة الماء هذه أكثر لطفاً لجهازنا الهضمي والجسم ككل. يساعد الماء الدافئ على تسهيل عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.
على الرغم من أن الماء البارد يمكن أن يكون منعشًا، إلا أنه من المهم فهم الآثار السلبية المحتملة على صحتنا. تظهر الممارسات التقليدية والأبحاث الحديثة أن شرب الماء الدافئ أو الماء بدرجة حرارة الغرفة يجلب المزيد من الفوائد للجسم. فكر في تعديل عاداتك والعناية بصحة جسمك باستخدام درجة حرارة الماء المناسبة.