العودة إلى الشخص الذي جرحك؟ الجواب عميق في داخلك. الجرح الذي أحدثه لك هذا الشخص لم يكن عرضيًا. لقد كانت علامة لا ينبغي تجاهلها.
تخيل وردة حمراء يبدو مثاليًا حتى تمسكه بيدك. ولكن بعد ذلك تشعر بالأشواك الحادة التي تقطع جلدك. أنت تنزف ولكن على الرغم من الألم مازلت تحمل الوردة لأنها جميلة جدًا ولا يمكنك منعها. غالبًا ما نشعر بنفس الشعور في العلاقات مع الأشخاص الذين يؤذوننا. لحظات الجمال تلك، تلك الشرارات النادرة من السعادة، تبقينا في وهم أن ما يبدو مثاليًا يستحق المعاناة من أجله.
وردة فيه شوك، وإذا لمسته مرة أخرى سوف تنزف مرة أخرى. إنه نفس الشيء مع الأشخاص الذين يؤذونك. جمالهم وأملك لا يفوق الألم الذي يسببونه لك. في كل مرة تعود فيها، فإنك تخاطر بخسارة المزيد من نفسك، والمزيد من سلامك وكرامتك.
حان الوقت للدفاع عن نفسك. إن الجرح الذي أحدثه لك شخص ما هو بمثابة تحذير بأن عليك أن تختار نفسك. قرر أنك لن تحمل مرة أخرى وردة تترك جرحًا. لماذا؟ لأن الحياة تقدم مليون زهرة أخرى ستملؤك بالحب دون ألم.
فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل من المهم جدًا عدم العودة أبدًا إلى الشخص الذي آذاك.
1. نادراً ما يغير الناس أنماط سلوكهم
عندما يؤذيك شخص ما، فهذه ليست مجرد لحظة، بل هي نمط. إذا أظهر شخص ما أنه لا يحترم حدودك مرة واحدة، فهناك احتمال كبير أن يفعل ذلك مرة أخرى. قد تكون كلمات الاعتذار والوعود بالتغيير مقنعة، لكن الأفعال تتحدث بصوت أعلى. الأشخاص الذين يقدرونك حقًا لن يؤذوك أو يستغلوك. إذا عدت، فإنك تخاطر بأن تجد نفسك في نفس دورة الألم التي تعرفها بالفعل.
2. لم يتم احترام قيمك
عندما يؤذيك شخص ما، فإن ذلك يختبر احترامك لذاتك وكرامتك. إذا عدت، فأنت تشير إلى أن سلوكهم كان مقبولًا، وأنك تضع احتياجاتهم قبل احتياجاتك. من خلال القيام بذلك، فإنك تهمل قيمتك الخاصة. لا ينبغي لأي شخص يحبك حقًا أن يضع قلبك على المحك. العطاء يعني التنازل عن نفسك، مما يؤدي إلى المزيد من الألم على المدى الطويل.
3. الجرح يحتاج إلى وقت للشفاء
عندما يؤذيك شخص ما، فأنت بحاجة إلى الوقت والمساحة للتعافي. العودة إلى نفس الوضع الذي سبب هذا الألم يمنع عملية الشفاء. كما أن الجرح في الجسد يحتاج إلى هواء نقي ليشفى، كذلك تحتاج روحك إلى البعد عما جرحها. وإذا عدت فإن الجرح لن يبقى مفتوحا فحسب، بل قد يتعمق.
4. تكرار الألم هو سم لروحك
لقد أظهر الشخص الذي آذاك أنه قادر على التسبب في الألم - ربما من خلال الكلمات أو الأفعال أو الخيانة الزوجية. العودة إلى ذلك الشخص تعني أنك تخاطر بالتعرض للأذى مرة أخرى. مع مرور الوقت، يمكن أن يتحول الألم إلى شعور بالعجز، مما يسلبك قوتك وثقتك بنفسك. لا أحد يستحق أن يعيش في خوف من التعرض للأذى مرة أخرى.
5. هناك خطر فقدان نفسك
عندما تبقى مع الشخص الذي آذاك أو تعود إليه، غالبًا ما تبدأ في خفض توقعاتك وحدودك حتى يتم قبولك. وهذا يؤدي إلى فقدان الفرد تدريجيًا لهويته. تبدأ ببطء في التكيف دون أن تلاحظ أنك تهمل احتياجاتك وأحلامك وقيمك. لا ينبغي أن يأتي حب الآخرين على حساب حب الذات.
6. اتخاذ القرار بالتوقف يعني النمو
عندما تقرر ألا تكون جزءًا من هذه القصة المؤلمة بعد الآن، فإنك تظهر قوتك. إنها خطوة نحو التحرر والنمو الشخصي. من خلال وضع حد، فإنك تثبت لنفسك أنك تستحق المزيد - المزيد من الاحترام، والمزيد من الحب، والمزيد من السلام.
7. الحب بدون احترام ليس حبا
ربما ادعى الشخص الذي آذاك أنه يحبك، لكن الحب بدون احترام ليس حبًا حقيقيًا. الحب الذي يجلب لك الألم لا يستحق وقتك. الحب لطيف، صبور، متفهم. إذا لم يكن هناك، فمن الأفضل أن نمضي قدما.
العالم مليء بالأشخاص الذين سيرون قيمتك دون أن يؤذوك. لا تنس أبدًا أن مستقبلك لا يحدده شخص واحد أو لحظة ألم واحدة.
عندما تقرر عدم الرد على الشخص الذي آذاك، فإنك تتخذ أحد أشجع القرارات. أنت تختار نفسك وقيمتك وسعادتك. لقد علمك الجرح درسًا، ولكن الآن هو الوقت المناسب للسماح لنفسك بالشفاء والنمو واكتشاف عالم حيث الألم ليس رفيقك.