هل تتساءل لماذا تتجاهلك فجأة؟ لماذا لم تُجب على رسائلك، ولماذا صمتت محادثاتك، ولماذا يبدو أنها اختفت من عالمك بين ليلة وضحاها؟ ما الذي أزعجها - كلماتها، أفعالها، أم ربما الصمت بينكما؟
عندما يغلق الباب بهدوء
لا شيء يُصرخ أعلى من الصمت. عندما تكفّ المرأة عن الإنصات، فهي لا تُغلق الباب بقوة، بل تُغلقه برفق دون سابق إنذار. قد تظنّ أن كل شيء على ما يُرام، لكن في عالمها، ابتعدت عنك بالفعل. ليس جسديًا، بل عاطفيًا.
الانفصال ليس الأمر صدفة، بل هو نتيجة لحظات عديدة لم تُسمع فيها. عندما تكلمتَ ولم تُنصت. عندما رأيتَ ولم تُلاحظ. الآن تسمعك، لكنها لم تعد ترغب في سماعك.
التعب بلا كلمات
عندما يتحول كل حديث إلى جهد، وعندما يثير كل موضوع خلافًا، عندها يدق ناقوس الخطر بداخلها. لم تكن مجرد جملة خاطئة، بل كان نمطًا متكررًا لم تعد تجد فيه السلام. وحيث لا سلام، لا ينجو الحب.
خيبة أمل يتراكم كالغبار - لا تراه طويلًا حتى يغطي كل شيء. ببطء شديد لدرجة أنك لا تلاحظه، حتى يصعب عليك التنفس. وعندما تعجز امرأة عن التنفس بجانبك، تغادر دون أن تنطق بكلمة.
عندما يفقد الحضور معناه
لم تكن تريد كمالك، بل أرادت أن تشعر بأهميتها. أن تُسمع حتى لو لم تكن تصرخ. لكن إذا كنتَ مشغولاً بنفسك طوال الوقت، بالتفسيرات، وبالدفاع عن حقوقك، فستُترك وحيدة - حتى مع وجودك الجسدي.
الوحدة في العلاقة يؤلم أكثر من الوحدة. عندما تدرك المرأة أن صوتها يُسمع في صمتها أكثر من حضورك، تتخذ القرار من تلقاء نفسها. لم تعد تبحث عن أسباب للبقاء، بل تبحث عن سبل للاختفاء.
إنه لا يسعى للانتقام، بل يسعى للسلام.
انسحابها ليس عقابًا، وليس لعبةً باردة. إنها طريقتها في حماية نفسها. من كلماتك التي لم تُغيّر شيئًا، من حضورك الذي لم يعد يُهدئها، من علاقاتٍ أصبحت معارك.
ليس الأمر أنك لم تعد جزءًا من حياتها، بل أنك فقدت تدريجيًا جزءًا مهمًا من عالمها. وعندما يحدث ذلك، يفقد صوتك ثقله، ويصبح مجرد صدى للماضي لا ترغب في تكراره بعد الآن.
كثيرون لا يلاحظون إلا بعد فوات الأوان. عندما لا يُرد على الرسائل. عندما لا تجد ردًا على المكالمات. السؤال ليس لماذا لم يعد يسمعك.
السؤال بسيط.هل كنت معها أم بجانبها؟ إن كان الأمر كذلك، فقد أعطتك الإجابة مُسبقًا - لكنك فاتك الأمر.