عندما تتحول القوانين الأوروبية إلى ساحات خردة للسيارات، حتى أشهر الطرازات لا تنجو من الإعدام. تُعلن هوندا سيفيك تايب آر، رمز شغف القيادة، وداعًا مع إصدار هوندا سيفيك تايب آر ألتيميت، التحية الأخيرة لمتعة القيادة بمحركات البنزين.
هوندا سيفيك تايب آر النسخة النهائية ليست مجرد سيارة؛ إنها تكريم لأكثر من عقدين من شغف القيادة. زُيّن الجزء الخارجي بطلاء حصري. بطولة الأبيضتتميز السيارة بخطوط حمراء على غطاء المحرك والجوانب، وسقف أسود. يُبرز الجناح الخلفي المصنوع من الكربون والتشطيبات الداخلية المصنوعة من ألياف الكربون، بما في ذلك عتبات الأبواب والكونسول الوسطي، الطابع الرياضي للسيارة. تُضفي سجادات الأرضية الحمراء مع شعار Type R المعدني وشعار بارز على الأرضية عند فتح الأبواب لمسةً نهائية مميزة. كما يحصل العملاء على هدية تتضمن سلسلة مفاتيح من الكربون، وشارة مرقمة، وغطاءً للسيارة.
القلب يبقى كما هو
تحت غطاء المحرك، يقبع محرك VTEC توربو سعة 2.0 لتر، بقوة 324 حصانًا (239 كيلوواط) وعزم دوران 420 نيوتن متر. تنتقل القوة إلى العجلات الأمامية عبر ناقل حركة يدوي بست سرعات، مما يتيح التسارع من صفر إلى 100 كم/ساعة في 5.4 ثانية، وتصل سرعتها القصوى إلى 275 كم/ساعة. على الرغم من عدم وجود أي ابتكارات تقنية، تبقى سيفيك تايب آر واحدة من أكثر السيارات جاذبية في فئتها.
لماذا يقول وداعا؟
السبب الرئيسي لتوقف مبيعاتها في أوروبا هو تشديد لوائح الانبعاثات، وخاصةً معيار Euro 6e-bis، الذي سيدخل حيز التنفيذ في يناير 2026. تتجاوز سيارة سيفيك تايب آر، بانبعاثاتها البالغة 189 غ/كلم من ثاني أكسيد الكربون، الحدود المسموح بها، مما يعني غرامات باهظة لشركة هوندا. على الرغم من وجود إعفاء للطرازات التي يقل بيعها عن 1500 وحدة سنويًا حتى يوليو 2026، قررت هوندا التوقف مبكرًا.
السعر والتوافر
لم يُحدد سعر النسخة النهائية بعد، ولكن نظرًا لارتفاع ضرائب الانبعاثات في بعض الدول، مثل هولندا، حيث يتجاوز سعر النسخة القياسية من تايب آر 100,000 يورو، فمن غير المرجح أن يكون سعرها في متناول الجميع. سيتم إنتاج 40 وحدة فقط للسوق الأوروبية، مما يعني أن هذا الطراز سيصبح سريعًا قطعةً ثمينة لهواة الجمع.
نظرة إلى المستقبل
على الرغم من إيقاف إنتاج سيارة سيفيك تايب آر، إلا أن هوندا لن تتخلى عن قطاع السيارات الرياضية. سيتم إطلاق سيارة بريلود الجديدة، وهي سيارة كوبيه 2+2 مزودة بمحرك هجين وناقل حركة مُحاكي، في النصف الأول من عام 2026. ورغم أنها لن تُغني عن تجربة قيادة تايب آر، إلا أنها ستحافظ على الطابع الرياضي للعلامة التجارية.
الخاتمة: وداعا للطعم المر
هوندا سيفيك تايب آر ألتيميت إديشن ليست مجرد سيارة، بل رمزٌ لنهاية حقبة. في زمنٍ تسود فيه السيارات الكهربائية، نُودع إحدى آخر سيارات السائق الحقيقي. مع إدراكنا لأهمية خفض الانبعاثات، يبقى السؤال: هل يُمكننا تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة ومتعة القيادة؟ في الوقت الحالي، نُودع أسطورةً على أمل أن يحمل المستقبل رموزًا جديدة.