في الوقت الذي كانت فيه معظم منتجات التجميل لا تزال في زجاجات ذات أغطية نحاسية، وكان يتم استخدام البودرة المضغوطة للحصول على بشرة مثالية، كانت مارلين مونرو لديها بالفعل روتين لن يتردد مؤثرو الجمال اليوم في بيعه باعتباره "رفاهية بسيطة".
مارلين مونرو وروتينها الخالد للعناية بالبشرة: لا أمصال تحتوي على إنزيمات غريبة، ولا 12 خطوة، ولا ملصقات نيون براقة - مجرد روتين بسيط ومدروس يعتمد على ترطيب البشرة وتنظيفها بلطف وحمايتها.
لا، لم تكن منتجات عشوائية من رفوف الصيدليات، بل كانت نظامًا متطورًا للعناية بالبشرة وكان مستقبليًا تقريبًا في ذلك الوقت.
صباح يتميز بالحنان والتوازن
بدأ يوم مارلين بدون بريق - حرفيًا. لم يكن غسل وجهها مشهدًا رائعًا بالرغوة وتدليكًا لمدة ثلاث دقائق بأسطوانات اليشم، بل كان طقسًا بسيطًا للغاية: ماء دافئ في الحوض و قطعة صابونمصنوع من الأحماض الدهنية. يحتوي الصابون الذي استخدمته على مكونات مثل بالميتات الصوديوم - وهو مشتق طبيعي من زيت النخيل - مما يعني تهيجًا أقل وحماية أكبر للبشرة. اليوم، نسميه "صديقًا لحاجز البشرة".
بعد التنظيف، لم تستخدم مصلًا يحتوي على حمض الهيالورونيك، ولكن السوائل الملونةكان هذا المنتج مزيجًا من التونر والبودرة وكريم الأساس المُطفأ اللمعة في منتج واحد. سيطر المنتج على اللمعان، ونعّم البشرة، ومنحها شعورًا بالخفة - وهو بالضبط ما نبحث عنه اليوم تحت مسميات "لون البشرة" أو "مكياج بدون مكياج".
قامت بترطيب منطقة أسفل عينيها الرقيقة بكريم غني، بينما غطت وجهها ورقبتها ببودرة ناعمة تمتص الزيوت الزائدة وتُكمل إطلالتها. لم يكن روتينها يعتمد على الطبقات، بل على التوازن: ترطيب البشرة حيث تحتاج إلى ذلك، وإخفاء لمعانها حيث تحتاج.
المساء: التنظيف والتغذية والإشراف
وكان الروتين المسائي مدروسًا بشكل مدهش أيضًا. التنظيف المزدوجما يُشار إليه اليوم بـ"الوصية المقدسة" للعناية بالجمال، مارسته مارلين مونرو منذ عقود. أولًا، كانت تُذيب المكياج والأوساخ باستخدام منظف زيتي، ثم تُنظف بشرتها جيدًا بنفس الصابون الذي تستخدمه صباحًا. يُذيب الزيت كل ما تراكم خلال اليوم، ويمنحها الصابون شعورًا بالانتعاش والنظافة - لا شد ولا جفاف في الوجه.
ثم استخدمت كريم ليلي غني، الذي كان بمثابة طبقة واقية طوال الليل. كان ملمسه مشابهًا في تركيبته لبلسم اليوم أو تركيبات الكريمات الباردة التي تحبس الرطوبة. ورغم أن مصطلح "الترطيب" لم يكن معروفًا آنذاك، إلا أنه كان في الأساس ممارسة مشابهة جدًا - كريم كطبقة واقية تدعم تجديد البشرة أثناء النوم.
ولإضافة إلى ذلك، فإن استخدام منشط، الذي ينظم إفراز الزيوت ويساعد البشرة على الحفاظ على توازنها طوال الليل. لا شيء مبالغ فيه، مجرد خاتمة لطيفة للطقوس تحترم إيقاع البشرة الطبيعي.
التغذية: الانضباط مع لمسة من المدرسة القديمة
كان جزء من نظامها الغذائي يتضمن قيودًا غذائية. تجنبت الأطعمة التي قد تؤثر على بشرتها: المكسرات، والشوكولاتة، والزيتون، والمحار. وبينما نعلم الآن أن هذه الأطعمة غالبًا ما تكون مصدرًا غنيًا بالدهون والمعادن الصحية، إلا أن النهج المتبع آنذاك كان أكثر حذرًا - أقل دهنية، وردود فعل تحسسية أقل، واحتمالية أقل لظهور بثرة غير متوقعة قبل جلسة التصوير.
ماذا يمكننا أن نتعلم من روتين مارلين مونرو؟
على الرغم من أن الروتين كان يتكون من عدد قليل من المنتجات، إلا أنه لم يكن سطحيًا على الإطلاق. كان نهجها قائمًا على ترطيب منضبط, التنظيف اللطيف و تنظيم الدهون - دون إرهاق البشرة. واليوم، مع عودتنا المتزايدة إلى فلسفة "البشرة الصناعية"، يبدو روتينها عصريًا بشكلٍ مدهش.
في زمنٍ كانت فيه مكونات منتجات التجميل سرية، استخدمت مارلين منتجاتٍ مبنية - ومن المفارقات - على تركيبات علمية. ورغم أنها لم تكن قادرة على الوصول إلى الأمصال الفائقة أو الببتيدات التي تحمل أسماءً تُشبه أسماء شخصيات الخيال العلمي، إلا أنها حققت ما نتمناه اليوم: بشرة مشرقة ومتوازنة وخالية من العيوب.
مارلين مونرو هي الدليل على أن الأناقة لا تحددها عدد الخطوات، بل الاختيار. ربما لم تكن تعلم الريتينوللكنها كانت تفهم بشرتها بشكل أفضل من كثير من الناس اليوم - وفي عالم يظهر فيه روتين "ثوري" جديد كل أسبوع، فمن المطمئن أن البساطة يمكن أن تكون خالدة.