تقدم لك الحياة باستمرار وفرة من الدروس، معظمها من خلال أنماط متكررة، لتلقي الرسالة وفهمها والتعامل بجدية مع نموك وتطورك.
السعادة تبدأ من الداخل، ستفهم هذا بعد محاولات عديدة للعثور عليه خارج ذاتك. تتوقع أن تجد السعادة في علاقات الحب، والعمل، والتواصل الاجتماعي. لكن عندما تكون وحيدًا مع نفسك، ستشعر بالفراغ مجددًا حتى تدرك أنه يمكنك أن تكون سعيدًا بمفردك دون سبب محدد.
سعادتك لا تعتمد على الآخرين، في لحظات الوقوع في الحب، تحاول حينها انتزاع السعادة من من تربطها به، وسرعان ما تكتشف أن الأمر ليس بهذه البساطة. الخوف من فقدان شخص عزيز عليك سرعان ما يُدخلك في حالة من الشك والغيرة والتبعية. لا تُنكر قدرتك على السعادة والرضا، ومسؤوليتك عن مشاعرك، فليس كل شيء يعتمد عليك وحدك.
الحياة مليئة بالإغراءات، التحديات والدروس، إذا أردتَ تجنّب الألم، فقد تجد أنك في الواقع تتجنّب الحياة. لا يمكنك الاختباء من أي شيء، ولن يُعطى لك شيء. افتح قلبك وعقلك، واكتشف ما تريده حقًا، ثم ابدأ في خلق ما تحتاجه. واجه الأمر، وخاطر إذا لم ينجح شيء، وحاول مرة أخرى إذا لم ينجح، وجرّب شيئًا مختلفًا، ودع التحديات والإغراءات تُلهمك.
لا تتوقع أن تكون الأمور عادلة. ستكون هناك أمورٌ كثيرةٌ غير عادلة. أحيانًا ستشعر وكأن الكون يتآمر عليك، وكأنك ملعون. لكن كلنا نشعر بذلك أحيانًا. ابتعد قليلًا، وانظر إلى الأمور من بعيد، من منظور أوسع.
استسلم للحياة بدلاً من أن تقول أن شيئاً ما ليس عادلاً، كن شاكراً للفرص المتاحة لك، لأن كل مشكلة وكل تحدٍ هو فرصة لرؤية ما هو أبعد من توقعاتك والاستمتاع بسحر الحياة بشكل أعمق.
إن التغيير أمر لا مفر منه وضروري، النمو والتطور، والتغيير. جسديًا وفكريًا وعاطفيًا ونفسيًا. حاول تقبّل التغيير، حتى لو كان مؤلمًا ومخيفًا في كثير من الأحيان. على مر السنين، ستتغير أمور كثيرة في حياتك، ستشهد خسائر وتقلبات، لكن كل هذا ضروري لتعرف نفسك وقدراتك لحياة هانئة. تغيّر بتوسيع قلبك ووعيك.
كن على استعداد لمسامحة نفسك على الأخطاء، لأنك بمجرد ارتكاب الأخطاء، يمكنك تكرارها مرات عديدة. لا تقلق بشأن ما سيقوله الآخرون، أو إن كانوا سيحكمون عليك، المهم هو عدم الحكم على نفسك. سامح نفسك، سامح نفسك وكل من حولك. حاول مرة أخرى، جرب أشياء جديدة، وتعلم أن الأخطاء والإخفاقات هي الدروس الأكثر قيمة.
احتضن الأشياء الصغيرة، تأمل عجائب الحياة الصغيرة، فهي مليئة بالتفاصيل الصغيرة التي نعتبرها أمرًا مسلمًا به. انظر حولك واستمتع بالمنظر، بكل هذه الألوان، وبالنور. الطبيعة مليئة بالمعجزات، وتمنحها بسخاء للجميع. كن منتبهًا وقدّر هذه الجماليات. اشعر بالامتنان لوجودك في هذا المكان، لتتنفس وتشهد على معجزات الحياة. تعلم الاسترخاء، وإيقاف عقلك، ورفض السيطرة، وأن تكون حاضرًا بكل كيانك في اللحظة الحالية. هكذا ستعرف السعادة.
لا تخف من الحب، رغم سعيك إليه ورغبتك فيه، تنشأ المشاكل عند دخولك في علاقة. تبدأ بتقييم من يُعطي وكم، وتغار، وتحاول فرض سيطرتك بالتلاعب لتجنب الألم. تبحث عن التصديق والأمان. تعلم أن تحب دون شروط، دون توقعات، دون أي شيء يقدمه لك الآخرون. أحب نفسك، هكذا ستتعلم الاستمتاع بالحب.
تعلم كيف تتخلى عن الماضي، تخلَّ عن الشعور بالذنب، تخلَّ عن الكراهية، تخلَّ عن التوقعات. دعها في الماضي، تخلَّص من هذا العبء. تنفس بكامل رئتيك. تخلَّ عن المعتقدات والأفكار والمشاعر التي تُشعِرك بالسوء، وعدم الجدارة، وخيبة الأمل. تخلَّ عن الحاجة لإرضاء الآخرين، تنفس فقط، ابقَ في اللحظة الحالية، وتخلَّ عن كل إفراط، كل ما مضى وكل توقعات المستقبل. اعثر على السلام والامتنان في قلبك، فهو نفس مكان سعادتك.