"شكوكنا خائنة وغالباً ما نضيع الفرص الجيدة بسببها." - وليام شكسبير
حتى لو كنت تحب شريكك حبًا جمًا، فقد تُعاني من الشكوك من حين لآخر. لمنع انهيار علاقتكما، عليكِ معالجة شكوككِ ومعالجة أسبابها. لا تنتظري أن يطرق الشك بابكِ ويُسبب خلافًا. تواصلي قبل أن يُسيطر الشك على حبكما.
الشكوك هي جزء طبيعي من العملية
مهما كانت هويتك أو مدة علاقتك، قد تطرأ عليك الشكوك من حين لآخر. بعضها يُهدد راحتك النفسية وسلامتك أكثر من غيرها.
الهروب من الشكوك لن يحل شيئًا. عليكَ مواجهة نفسكَ وحمل عبء الماضي الذي تحمله معك. عليكَ أن تسأل نفسكَ ما الذي تريده من الحياة ومن شراكتك. توقف عن الهروب من الأسئلة، وابحث عن الفهم. هذا هو الطريق الوحيد إلى الحقيقة التي يجب أن يُدركها كلاكما.
من أين تأتي الشكوك؟
الشكوك عملية طبيعية، تأتي وتذهب، سواءً كنتَ في بداية علاقة جديدة أو في علاقة طويلة الأمد. لكل شك سبب، وغالبًا ما تكون هذه الأسباب بنفس أهمية الشكوك نفسها.
- بيئة مرهقة - كلما كانت حياتك مليئة بالضغوط، كلما زادت الشكوك لديك.
- الأمتعة غير المحلولة لألم الماضي دورٌ بالغ الأهمية في مستقبلك، إذ يرافقك من علاقة لأخرى. عليكَ التغاضي عن صدمات الماضي لتنعم بعلاقة صحية ومستقرة.
- الضغط الخارجي - قد يؤدي التأثير القوي للعائلة والعمل، وما إلى ذلك، إلى شكوك جدية. لتجنبها، عليك أن تكون واضحًا بشأن ما تريده كفرد.
- البحث عن التحقق من صحة الآخرين هل أنت ممن يبحثون دائمًا عن التقدير من الآخرين؟ هذا دليل على انعدام الأمان، ولكنه قد يُثير الشكوك في العلاقة. كلما طالت مدة بحثك عن التقدير من الآخرين بدلًا من نفسك، زادت تقلبات ذاتك الداخلية وعدم استقرارها. ستشك في كل شيء.
- اختيار سيء للشريك أحيانًا تكون الشكوك هي طريقة عقلك الباطن لإخبارك بأن العلاقة (والشخص الذي تربطك به علاقة) ليست مناسبة لك. استمع إلى حدسك.
الشكوك التي لا يجب أن تتجاهلها
هل مازلت منجذبا إليهم؟
من أكثر الشكوك شيوعًا في العلاقات هو مدى الانجذاب الجسدي والعاطفي. لكي تنجح الشراكة على المدى الطويل، يجب أن يشعر كلا الشريكين بانجذاب عام.
هل تتعرض للإذلال؟
إذا سخر شريكك منك في غيابك أو أحرجك بسلوكه، فعليك مواجهة شكوكك بشأنه. اسأل نفسك: هل هو حقًا الشخص الذي تريده في حياتك؟
هل هم مخلصون؟
الغيرة أو الشك في ولاء شريكك يُدمران الشراكة. فبدون الولاء، يصعب الثقة بشريكك.
ماذا لو كانت قيمك مختلفة جدًا؟
القيم تُشكّلك وتقودك إلى الأشخاص والتجارب التي تُضفي معنىً على حياتك. بدون قيم، أنت سفينة بلا دفة في بحر عاصف. الشك في قيم شريكك علامة تحذير على أن الأمور قد لا تكون كما تبدو.
هل تريد نفس الأشياء؟
إذا كانت لديكم قواسم مشتركة، فستتمكنون من التغلب على المشاكل بسهولة أكبر والتركيز على بعضكم البعض. وإلا، فستصابون بخيبة الأمل أسرع.
هل هم صادقين؟
الصدق أساس العلاقة. يجب أن تكونا صادقين مع بعضكما البعض لتتمكنا من الثقة والوفاء. إذا شككت في شخص ما، فلن تثق به.
ما هو شعورك تجاههم؟
على شركائك أن يدعموك ويشجعوك عند تعثرك. كن رحيمًا ومحترمًا. إذا جعلك شريكك تشعر بالضآلة أو الدونية أو عدم الأهمية، فسرعان ما ستتسلل الشكوك إلى حياتك. ستشك في نفسك أولًا، وعاجلًا أم آجلًا ستشك فيهم أيضًا.
ماذا يمكنك أن تفعل؟
هل قررتَ أن شكوكك لا تُطاق؟ إليكَ الخطوات اللازمة لتجاوز مخاوفك وإيجاد السلام. كلما طال غياب الحلول، ازداد ألمك. واجه مخاوفك وتخلّص من شكوكك لتكتشف حقيقتك من جديد. كيف؟
1. النظر في المصدر
بعض الشكوك مبررة أو مبررة، بينما بعضها الآخر مجرد انعكاسات لشكوكك أو مخاوفك الشخصية. تعمق في الأمر وكن صادقًا مع نفسك. فكّر في جذور شكوكك وافهم أسباب نظرتك المختلفة لشريكك.
حلل شكوكك، واحدة تلو الأخرى، وحلّها. تعمق في جذورها في علاقتك. لا تتجنب آلام الماضي أو تكذب على نفسك. حلل. اسأل نفسك أسئلة جوهرية. ما الذي تشك فيه؟ هل تشك في شريكك؟ أم تشك في ماضيك؟ هل سلوكه هو السبب؟
2. وضح ما تريد
بعد أن تُقرّ بشكوكك وتُحدّد ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، عليك أن تُحدّد بوضوح ما تُريد. قبل أن تُصارح شريكك أو تُقدّم أي تنازلات، فكّر فيما تُريد. أين ترى نفسك بعد ٥، ١٠، أو ٢٠ عامًا؟
خصص بضع دقائق يوميًا لتدوين ما تريده من حياتك. تأمل جميع جوانبها. تأمل علاقتك وقارنها بشريك أحلامك. هل هذا حقًا الشخص الذي يمكنك بناء مستقبلك معه؟ لا تتسرع أو تتجنب الحقيقة. إذا نظرت إلى علاقة بشكوك أكثر من فوائدها، فاسأل نفسك لماذا لا تزال فيها.
3. الانفتاح على بعضنا البعض
تحدثي بصراحة مع شريككِ عن مشاكلكِ، عما ترغبين به، وما تحتاجينه، وما تشعرين به في داخلكِ. لا تتحدثي دون حقائق. ابحثي عن مساحة آمنة حيث يمكنكما الانفتاح على بعضكما البعض بسلام.
اشرح له شكوكك. تجنّب توجيه الاتهامات وحاول تجنّب المشاعر (قدر الإمكان). ثم امنحه مساحة ووقتًا للتفكير في الأمر. بعد فترة، اجلس معه وتحدث معه حتى تتضح شكوكك.
4. استكشف مساحتك
انظر إلى المساحة التي تفصل بينكما. كيف تشعر عندما تشك في شكوكك؟ عندما تُعبّر عن شكوكك لشريكك وتسمع ردّه؟
قد تكون الشكوك لحظات خوف، لكنها قد تكون أيضًا مؤشرات مهمة على أنك تسير في الاتجاه الخاطئ. إذا لم تهدأ شكوكك، فأنت بحاجة لقضاء بعض الوقت في عالمك الخاص - لتقرر أي نوع من العالم ترغب في مشاركته مع شخص آخر. اسأل نفسك واستكشف ما تريده من حياتك.
5. التعامل مع العينات
أحيانًا تنشأ الشكوك نتيجةً لأنماطٍ تقع فيها مرارًا وتكرارًا. إنها تُبعد الناس عنك. انظر كيف سارت علاقاتك في الماضي. ما الذي منعك من الانفتاح؟ هل هي جروحٌ قديمة من طفولتك؟ عد إلى الوراء طويلًا لتجد جذور أنماطك.
تخلَّ عن القيود التي تُعيق الحب في حياتك. تخلص من الأنماط السلبية وتحمَّل المسؤولية. دافع عمّا تريده وتحتاجه. فأنت وحدك القادر على ذلك.