يركز حدث IAA Mobility ، الذي يقام في ميونيخ هذا الأسبوع ، على التنقل المستدام والحلول والقضايا ذات الصلة. حتى القيادة الذاتية ، والتي من المتوقع أن تتجاوز سلامة السائقين التقليديين في وقت مبكر من عام 2024. بحلول عام 2050 ، سيتم منع الناس من القيادة.
لا شك أن التنقل كما نعرفه سيتغير جذريًا في المستقبل. وبحلول عام ٢٠٢٤، قد تتفوق المركبات ذاتية القيادة على السائقين البشريين من حيث القيادة الآمنة، مما قد يُشكل مرجعًا لتطوير القيادة الذاتية الكاملة لجميع السيارات بحلول عام ٢٠٤٠.
على الرغم من أن أزمة الجائحة خلال العامين الماضيين قد أبطأت تطوير المركبات ذاتية القيادة إلى حد ما مقارنةً بالإعلانات والاختبارات الأولية، إلا أن تقنيات القيادة الذاتية أصبحت أكثر شيوعًا في المركبات الجديدة على مر السنين. على سبيل المثال، شهدت بعض أنظمة المساعدة انخفاضًا في حوادث التصادم الكلاسيكية في مراكز المدن، حيث يتدخل النظام بنجاح في القيادة البشرية ويمنع الحوادث.
على سبيل المثال، كان نظام تثبيت السرعة التكيفي يُعتبر حتى وقت قريب تجهيزًا اختياريًا باهظ الثمن، لكن اليوم، أصبح مشتري السيارات الجديدة يطلبونه، خاصةً عند اختيار ناقل حركة أوتوماتيكي، مما يُتيح تجربة قيادة شبه ذاتية أفضل. وهذا ينطبق على جميع الفئات السعرية، وليس فقط على السيارات الأغلى ثمنًا.
إن الميزات مثل مساعدة الحفاظ على المسار، والتي كانت تعتبر ثورية قبل بضع سنوات فقط عندما ظهرت لأول مرة في سيارة Tesla Model S في أواخر عام 2014، أصبحت الآن شائعة حتى في السيارات ذات الأسعار المعقولة.
مع كل هذا التطور السريع في تكنولوجيا القيادة الذاتية، يعتقد الكثيرون أن مسألة وقت فقط قبل أن تصبح جميع السيارات على الطريق ذاتية القيادة والتواصل. على الأقل، هذا ما تعتقده شركة الأبحاث IDTechEx.
تقدم IDTechEx نظرة عامة حول مستقبل التنقل الآلي في تقرير جديد بعنوان "السيارات ذاتية القيادة والروبوتات وأجهزة الاستشعار 2022-2042".
تُقدّر IDTechEx أن المركبات ذاتية القيادة، في ظلّ التطورات الحالية، قد تصل إلى مستوى سلامة القيادة البشرية أو تتجاوزه بحلول عام 2024. أي أنها قادرة على استقبال ومعالجة معلومات أكثر من البشر. وهو أمر يبدو منطقيًا تمامًا، إذ لا يقود البشر إلا بمساعدة مستشعر يُسمى الرؤية. أما السيارات، فقد زُوّدت ليس فقط بالكاميرات، بل أيضًا بأجهزة رادارات مُختلفة وأجهزة استشعار للعمق، وذلك في نطاق 360 درجة.
وإذا استمر هذا المعدل من التقدم التكنولوجي، يخلص التقرير إلى أنه بحلول عام 2046، قد تتمكن المركبات ذاتية القيادة من تلبية الطلب الإجمالي على التنقل، وهو ما يغطي 3.5 تريليون كيلومتر سنويا في الولايات المتحدة وحدها.
للتذكير، أعلن ماتي ريماك مؤخرًا عن سيارة أجرة آلية، ستكون في زغرب بحلول عام ٢٠٢٤، وهذا المشروع قيد التنفيذ بالفعل. من الناحية النظرية، تشير IDTechEx إلى أنه بحلول عام ٢٠٥٠، ستتمكن المركبات ذاتية القيادة نظريًا من تلبية جميع احتياجات النقل في العالم بأقل من حادث مروري واحد سنويًا.
في الوقت نفسه، يتوقعون أن تمنع دول عديدة قيادة السيارات على الطرق العامة لتجنب الإصابات والحوادث والاضطرابات في قيادة المركبات ذاتية القيادة التي تتواصل مع بعضها البعض، بالإضافة إلى الاستشعار. يبدو هذا ضربًا من الجنون!
ومع ذلك، فإن المشكلة الرئيسية التي يتصورونها لا تتمثل في التطوير والتحسين المستمر للتقنيات المستقلة، بل في تنظيم القوانين.
وتشكل الهيئات التنظيمية في مختلف البلدان عقبات محتملة أمام التقدم، واستشهدت شركة IDTechEx بخسارة شركة تسلا لتصنيفات السلامة العالية التي تمنحها الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة لطرازي Model 3 وY كمثال رئيسي.
يبدو أننا سنشهد خلال السنوات القادمة بالتأكيد تغييرات هائلة فيما يتعلق بالتنقل وصناعة السيارات، التي تدخل بالفعل عصرًا جديدًا كهربائيًا وذاتيًا، وفي الوقت نفسه تتخلى بسهولة وسرعة عن تقنيات الماضي.
لا يتوقف التقدم في مجال القيادة الذاتية، لذا قد ما دمت قادرًا على ذلك. يبدو الآن وكأنه امتيازٌ عظيم قد نفقده قريبًا!