الاحترام هو طريق ذو اتجاهين وهو أقوى تعبير عن الحب.
الاحترام هو أهم شيء في العلاقات، بعد الحب.
إذا أردنا أن يُحسن الآخرون معاملتنا، فعلينا أن نُحسن معاملتهم. إذا أردنا أن يُسمع صوتنا ويُرى على حقيقته، فعلينا أن نقبل الآخرين كما هم. إذا أردنا أن يملأ الحب والنور حياتنا، فعلينا أن نُشاركهم هذا الحب والنور.
إذا أردنا أن نحظى بالاحترام، يجب أن نكون قادرين على تقديمه.
للأسف، ليس هذا هو الحال دائمًا. مهما تحدثنا عن الاحترام، لا نلتزم دائمًا بتلك القواعد بدقة كما وعدنا أنفسنا.
في كثير من الأحيان، نسمح للآخرين بتجاهلنا ونختار الابتعاد عنهم. نسمح لهم بالدخول إلى حياتنا، ونضع مفاتيح عالمنا بين أيديهم. نثق بهم، ثم يؤذوننا، فتُصيبنا الحقيقة القاسية. نشعر بخيبة أمل.
وفجأة ندرك أننا لا نحظى بنفس الاهتمام والحب الذي نمنحه لهم. ندرك أننا لا نحظى بالاحترام والقبول كما نحن!
لماذا؟ لأننا نحن. إنه خطأنا. نحن المسؤولون عن نظرة الآخرين إلينا، لأننا نحن من نحدد قيمتنا. قيمتنا تعتمد فقط على أنفسنا. ما يهم هو كيف نرى أنفسنا، وكيف نعامل أنفسنا، وكيف نحب أنفسنا ونكون لطفاء معها.
إذا لم يحترمنا شخص ما، فهذه مجرد علامة على أننا نرتكب خطأً ما. علاقتنا بأنفسنا ليست قوية بما يكفي. إنها إشارة إلى أننا لا نحب أنفسنا ولا نحترمها بما يكفي.
الحقيقة هي أنه لا يمكنك إجبار أحد على احترامك. لا يمكننا أن نأمر شخصًا ما بمعاملتنا بطريقة معينة. سيفعل ما يراه مناسبًا. غالبًا سيعاملنا كما نعامله، ولكن في الغالب سيعاملنا كما نعامل أنفسنا. سيحبنا كما نحب أنفسنا. سيهتم بنا بقدر اهتمامنا. سيرى نفسه بنفس النظرة التي نرى بها أنفسنا. هذه هي الطاقة التي نُظهرها. كما ترى، لا يمكننا إجبار أحد على احترامنا!
لأننا لا نريد أن نكون محاطين بمن لا يحترموننا، يمكننا أن ننظر في عينيه ونقرر الابتعاد عنه. يمكننا أن نقرر إزالة كل من أساء إلينا من حياتنا.
لكن يمكننا أن نتخذ قرارًا ونحيط أنفسنا بالإيجابية. يمكننا أن نختار بوعي أين نركز طاقتنا. يمكننا تغيير حياتنا من العمق. لكن علينا أولاً أن نغير نظرتنا لأنفسنا. هذا ما نستطيع فعله وحدنا. يجب أن ندرك أنه بدون ذلك لن نجد السعادة والاحترام.
كل شيء سيكون عبثا إذا لم نحرر أنفسنا من قفصنا ونقبل أنفسنا كما نحن.
