باتاغونيا: كوكب الأرض هو المساهم الوحيد لدينا

في خطوةٍ ستُفاجئ العديد من أصحاب الأعمال الصغيرة وتُسعد آخرين، تنازل إيفون شوينارد، مؤسس شركة باتاغونيا للملابس الخارجية ومالكها الرئيسي، عن شركته التي تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات لصالح كوكب الأرض. ومثل العديد من أصحاب الأعمال الذين يتقدمون في السن، واجه شوينارد، البالغ من العمر 83 عامًا، معضلةً مُحيّرة: ماذا سيفعل بشركته؟ فبدلًا من بيعها أو طرحها للاكتتاب العام أو توريثها لورثته، قرر منح الشركة بأكملها لصندوقين استئمانيين - أحدهما لإدارة الأعمال والآخر لتلقي الأرباح - لضمان توجيه جميع أرباح الشركة إلى مشاريع مُتعلقة بحماية الكوكب. وبذلك، ابتكر مفهومًا تجاريًا فريدًا.

باتاغونيا من الشركات الرائدة في سوق ملابس الترفيه، ولطالما تميزت بنهج فريد ومختلف في إدارة أعمالها. على سبيل المثال، تُعد من الشركات القليلة التي تقدم ضمانات مدى الحياة لبعض المنتجات، وتُنتج ملابسها وفقًا لأعلى معايير وشهادات الاستدامة. كما أنها من الشركات القليلة التي تُحدث تغييرًا جذريًا في استراتيجياتها للاستدامة. لذلك، بين عشية وضحاها، بدأت باستخدام القطن العضوي، من خلال الاستثمار في سلسلة التوريد وتحسين الإنتاج.

بدأ مالك الشركة، إيفون شوينارد، وهو متسلق جبال شغوف، بتصنيع معدات تسلق الجبال عام ١٩٥٧. وفي عام ١٩٧٣، أسس شركة باتاغونيا ووسّع نطاقها ليشمل ملابس الرحلات. ولأنه اعتبر ملابسه "معدات"، فقد كانت الجودة دائمًا في المقام الأول. وعلى مر السنين، ارتبطت متانة المعدات بنهج الشركة في الاستدامة.

لقد مرّ نصف قرن منذ أن بدأنا تجربة الأعمال المسؤولة. إذا كان لدينا أي أمل في كوكب مزدهر بعد 50 عامًا، فهو أن نبذل قصارى جهدنا بالموارد المتاحة. وبصفتي قائد أعمال لم أطمح يومًا لأن أكونه، فإنني أقوم بدوري. فبدلًا من استخلاص القيمة من الطبيعة وتحويلها إلى ثروة، نستخدم الثروة التي تُنتجها باتاغونيا لحماية الموارد. ستصبح الأرض المساهم الوحيد في شركتنا. أنا جادٌّ للغاية بشأن إنقاذ هذا الكوكب.