التسامح لا يعني الموافقة على سلوك لا يتوافق مع معتقداتك. وفي الوقت نفسه، التسامح ليس علامة ضعف. قد يكون التسامح صعبًا أحيانًا بسبب الألم الذي تشعر به، وبسبب المشاعر التي لم تُعالج بعد. ليس من السهل فهم الناس، ولهذا السبب غالبًا ما نعاني.
لكن لفهم الآخرين، عليك أولاً أن تتعلم فهم نفسك. ولهذا السبب تدور في حلقة مفرغة. لا يعاني الناس أبدًا بسبب الآخرين، بل يعانون لأنهم لا يفهمون أنفسهم.
إن سبب الألم النفسي والعاطفي لدينا لا يرتبط أبدًا بالمواقف الماضية أو الأشخاص الذين كنا في علاقة أو تفاعلنا معهم.
كلما ارتفع مستوى وعي الفرد، كانت عملية الشفاء أسرع وأسهل. يساعد ارتفاع مستوى الوعي الذاتي على السيطرة على المسؤولية عن الحياة والتجاربنعلم أنها نتيجة اختياراتنا الشخصية. وبالمثل، كلما ارتفع وعي الفرد، ازداد مستوى الحب والقبول، وحيثما وُجد الحب، انعدم الاستياء والمعاناة.
من خلال التركيز عقليًا وعاطفيًا على الماضي، فإننا نفقد الحاضر ونخلق مستقبلًا مشابهًا للماضي.
كيف يُمكن أن يُؤدّي النظر إلى الماضي إلى خلق مستقبلنا؟ هذا مُمكن لأنّ عيش الماضي دون تقبّله وفهمه، أنت تعيش نفس الماضي في اللحظة الحالية وبطاقتك تجذب تجارب مماثلة أو مشابهة، والتي تُمثل دائمًا انعكاسًا لنا وفرصةً لتعلم جديد. تقبُّل الماضي يعني إدراك أن كل تجربة كانت بمثابة معرفة شخصية، وأننا تعلمنا منها أي نوع من الأشخاص نرغب أو لا نرغب أن نكون اليوم، وأي نوع من الأشخاص نرغب أو لا نرغب بوجودهم حولنا، وأي نوع من الحياة نرغب أو لا نرغب بها لأنفسنا.
التسامح يمنح الحرية. هذا ما يفعله المحبون.
الشخص الذي يحب نفسه ويحترمها حقًا سوف يسعى إلى قبول وفهم أنماط السلوك والاختيارات التي خلقتها تجاربه الماضية. من المهم أن تفحص معتقداتك بشأن التسامح.التسامح لا يعني قبول سلوك لا يناسبك. وفي الوقت نفسه، ليس التسامح علامة ضعف. بعدم تسامحك، تُلزم نفسك، لا من تُبغضه. أليس هذا نوعًا من الألم الذي تُلحقه بنفسك؟ إن فهمك ورؤية الخير فيما لم تستطع تغييره سيقودك إلى عيش اللحظة التي تُنشئ فيها مستقبلك.
كيفية التسامح والقبول
1. السماح للمشاعر السلبية بالخروج
اكتب أفكارك، وكل الكلمات، وكل الأفعال التي تؤلمك وتضطهدك وتسبب لك الألم غير الملتئم.
2. وعد نفسك بأنك ستبذل قصارى جهدك لجعل كل نظرة إلى الوراء سببًا للفرح.
العبارة: "عندما أتذكر كيف كان الأمر..." تقودك إلى الألم المتكرر، لذا استبدلها بالعبارة: "أنا ممتن لأنه كان هكذا لأن..." بهذه الطريقة ستشعر بالراحة والطاقة الأفضل على الفور.
3. تقبل أن الطرف الآخر ليس مضطرًا للاعتذار
الناس لا يدينون لك بشيء، ولن يعتذروا عن أمرٍ لا يرونه ضروريًا. يرون الوضع بشكل مختلف. يعتقدون أنهم ضحايا سلوكك، وليس أنت ضحية سلوكهم، ولذلك، يفتقرون إلى لحظة اعتذار ومسامحة تجاهك. القبول سيجلب لك السلام مع نفسك. مع ذلك، يجب أن تدرك أنك المسؤول عن مشاعرك. لذا، فإن السلام أو القلق مع نفسك هو انعكاس لاختيارك الشخصي.
4. بعد كل تجربة، يتوسع مستوى وعينا
بعد كل تجربة، تكتسب معرفة جديدة. عليك أن تتقبل أنه ربما في أمرٍ ما حدث في حياتك، لم تكن تعرف كيف تتصرف بشكل صحيح حينها. لذلك، عليك أن تتقبل أنك لم تكن تعرف حينها ما تعرفه الآن، بعد أن تجاوزت كل ذلك. لذا، سامح نفسك.